مقالات

فرنسا والإمارات…بلدان تجمعهما قيادتان شابتان نشطتان

زياد الأشقر
 
أرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أبرز ديبلوماسييها إلى فرنسا كي يتولى منصب السفير، في سنة شهدت تعزيزاً غير مسبوق للعلاقات بين أبوظبي وباريس.
 
فرنسا لديها أنواع مختلفة من العلاقات في المنطقة…لديهم قواسم مشتركة أكثر مع الإمارات بالنسبة إلى رؤيتهم للشرق الأوسط، وفيما لا أريد أن أقول إنهم يتخذون مواقف في هذه المسألة، فإنهم يتفقون معنا على الحاجة إلى مزيد من ضبط تمويل (الجماعات الإرهابية) فبعدما أمضى ثمانية أعوام سفيراً في موسكو، عيّن غوباش سفيراً لدى باريس. وقدم أوراق اعتماده للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا الشهر.
 
أحداث كبيرة
وشهد 2017 أحداثاً كبيرة بين البلدين، مع افتتاح متحف لوفر أبوظبي، المشروع الذي استغرق إنجازه عشرة أعوام. ويقول غوباشتبت لمينا العريبي في موقع صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية “انا على سطح القمر…لم أتوقع مطلقاً هذا. نظر إلي رئيسي الشيخ عبدالله بن زايد (وزير الخارجية الإماراتي) وكان يراني مصعوقاً عندما أبلغني أنه سينقلني إلى باريس. لقد وجدت ذلك رائعاً”. واعتبر أن هذا الزمن مهم بالنسبة إلى فرنسا في ظل رئاسة إيمانويل ماكرون. إنه رئيس نشيط، ولدينا قيادة نشيطة في الإمارات، ولدينا كل الخيارات. جمع هؤلاء القادة معاً يعني الدفع برؤية أفضل للعالم”.
 
وتشمل تلك الرؤية الاستقرار والنمو في الشرق الأوسط. بين فرنسا ودولة الإمارات اتفاق دفاعي، ويبدو غوباش متفائلاً بأن فرنسا مهتمة اهتماماً كبيراً بالمنطقة.
 
تأثير مباشر على أوروبا
ويقول: “ما أفهمه هو ان ماكرون يرى الشرق الأوسط ذا تأثير مباشر على أوروبا، بطريقة لا يؤثر فيها على بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة”. وأضاف أن فهم ماكرون لتأثير الشرق الأوسط على أوروبا هو الذي يحرك سياساته “ولهذا، فإن المسالة الليبية مهمة جداً، مثلما هو الاستقرار في شمال أفريقيا. نحن نرى الكثير من النشاط في ما يتعلق بليبيا، كما إننا نرى نشاطاً كثيراً حول المسألة السورية ورغبة في وضع حد للحرب. وهذا ما يمكن أن يشكل مساحة للعمل المشترك بين الروس الذين لديهم الكثير ليقولوه عن الشرق الأوسط وفرنسا التي لديها مصالح كبيرة هناك”.
 
قواسم مشتركة مع الإمارات
ويضيف غوباش أن فرنسا لديها أيضاً علاقات قوية مع قطر، ويقر بأن هذه العلاقات قد تستمر. ومع ذلك أضاف أن “فرنسا لديها أنواع مختلفة من العلاقات في المنطقة…لديهم قواسم مشتركة أكثر مع الإمارات بالنسبة إلى رؤيتهم للشرق الأوسط، وفيما لا أريد أن أقول إنهم يتخذون مواقف في هذه المسألة، فإنهم يتفقون معنا على الحاجة إلى مزيد من ضبط تمويل (الجماعات الإرهابية) وشفافية أكثر في ما يتعلق بالتمويل”. ورأى أن إحدى الأولويات للسفير الجديد هي كيف تنظر وسائل الإعلام الفرنسية إلى دولة الإمارات. وقال: “إنها مشكلة نواجهها مع بقية العالم العربي. إن أبحاثنا تدلنا على أننا لسنا مميزون حقاً في أذهان الفرنسيين. ما نريد أن نفعله هو أن نخرج إلى الجمهور الأوسع نطاقاً بالأفكار التي نؤمن بها، ولا سيما النموذج الذي يمكن أن تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة كبلد عربي متقدم ومتطور”.
 
منصة للتفاهم
وتزامن تولي غوباش منصبه مع الدفع الجديد في العلاقات الذي شكله افتتاح لوفر أبوظبي. وقال: “في كل حواراتي مع المسؤولين الفرنسيين، أكد كل منهم على الأهمية الكبيرة للوفر بالنسبة للعلاقات. لقد اختاروا الإمارات للشراكة في اللوفر. إن لوفر أبوظبي هو منصة توفر تفاهماً أكبر، وهو نقطة البداية للنقاش حول الفنون والثقافة، ليس فقط في الإمارات والعالم العربي، وإنما في العالم”.