مقالات

محور”تل أبيب” المندفع.. هل يتشكل “محور القدس″؟

المهندس وجيه العزايزه
 
استمرت القضية الفلسطينية باحتلال مركز الصدارة في الاهتمامات الشعبية العربية وانعكس ذلك على مواقف القيادات العربية لفترة طويلة من الزمن.
ولكن تفجر التناقضات والصراعات العربية العربية سواء داخل الدولة العربية الواحدة أو بين الدول العربية المختلفة.
وساهم التدخل الفلسطيني كطرف في بعض مراحل هذه الصراعات إلى تراجع صدارة القضية الفلسطينية من المقدمة وتذيلها في بعض الأحيان للمراتب الخامسة وأكثر من ذلك في الاهتمامات لأغلب الدول العربية والتي وجدت بعض أنظمتها مبرراً للتخلي التدريجي عن القضية الفلسطينية مما أضعف موقف القرار الفلسطيني وعدم قدرته على إدارة قضية الصراع مع اسرائيل والوسطاء الدولين خاصة الولايات المتحدة .
نتيجة لذلك أصبحنا نردد تسميات لمحاور مثل الاعتدال والممانعة والمقاومة والمحور الإيراني أو التركي أو الخليجي أو السني أو الشيعي وغيرها من التسميات، وغابت أي تسمية مرتبطة بالقضية الفلسطينية وملفات صراعها الرئيسية.
وأصبحنا نرى أن ملفات هذه القضية تحولت إلى مادة دسمة وسهلة لتقديم التنازلات من صلب ملفات هذه القضية لتوجه لحماية دول أو حركات أو تيارات مضطرة للمحافظة على بقائها ووصولها لبر الأمان أمام الجهات الدولية الكبرى وخاصة الأمريكية المواجهة لها وظهر ذلك واضحاً منذ بداية القرن العشرين.
أسوق ذلك للوصول لنتيجة ربما تعززها التداعيات الأخيرة لقرارات الإدارة الأمريكية وبتحريض إسرائيلي بمحاولة عجولة لحسم ملفات الصراع الدائم من جهة واحدة، وأهمها ملف القدس وملف اللاجئين بعد أن تم حسم ملف الحدود الدولة الفلسطينية المقترحة من خلال التوسع في كمية الإستيطان وشكله.
وهذا الملف ربما تقع الأهمية الكبرى فيه للقرار الفلسطيني إلا أن الملفين الآخرين؛ العودة والقدس، فإن تأثير القرار الفلسطيني أقل ويكبر تأثير الشركاء أو المتضررين أو العقائدين باتجاه حصول التوافقات أو التسويات الكبرى إن قدر لها أن تحصل لاحقاً مما سيضع علامة استفهام كبيرة على نجاح أي حلول في المرحلة القريبة على الأقل.
إن هذه المعطيات ستعيد مرة أخرى القضية الفلسطينية خاصة في ملفي العودة واللاجئين مهما كان القرار الفلسطيني قوياً أو ضعيفاً، وأمام ما تم طرحه من قرارات متطرفة من إدارة ترامب والتناغم الكبير الحاصل مع إسرائيل دون مراعاة لبقية المواقف الدولية الاخرى.
في ملف اللاجئين فإنه ستضع العديد من الدول العربية المتضررة وخاصة المضيفة منها في مواجهة قرارات أمريكا واسرائيل.
أما ملف القدس فإنه سيجمع مواقف مواجهة ومقاومة لهذه القرارات الأمريكية والإسرائيلية بشكل كبير. مما يؤشر بشكل واضح على أن (محور تل أبيب) وعلى رأسه أمريكا وإسرائيل سيكون مندفعاً ومسرعاً لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية التاريخية مما يضع بقية الأطراف المواجهة والمتضررة لتكون في محور جديد يجب أن يتشكل وهو (محور القدس). لتنتهي بذلك عمليات الفرز الظالمة والموتورة التي سادت في تسمية المحاور في المرحلة الماضية.