مقالات

مقترح (لن يؤخذ به) أمام أمانة بغداد

زيد الحلي
ضمن ملاك امانة بغداد، توجد 15 دائرة بلدية، موزعة على كافة مناطق العاصمة.. وفي كل بلدية اقسام عديدة، ومئات من الآليات بمختلف الصنوف، وآلاف من الموظفين والعمال، وفي ضوء هذا الواقع، اضع امام السيدة امينة بغداد، مقترحاً (أعرف انه لا يؤخذ به!) يتضمن إيقاف عمل تلك الدوائر فورا، عدا الاقسام المتعلقة برفع النفايات، ودمجها في ادارة وقتية واحدة، تتولاها السيدة الامينة بشكل مباشر، مهمتها الاسراع بتحديد الشوارع التي تحتاج الى تعبيد او اكساء سريع، فقد باتت الحالة لا توصف نتيجة التشققات والخسفات التي اصبحت هماً يوميا للعوائل ولأصحاب المركبات.. وبالإمكان الاطلاع على اشعارات الحوادث المؤسفة بسببها وارقام الضحايا، من مراكز الشرطة، والمستشفيات لنتعرف على حجم المأساة التي نعيشها يوميا.

ومن المعروف، ان ادامة الشوارع تتم عن طريق نوعين رئيسيين لا ثالث لهما، هما التعبيد المرن، والتعبيد الصلب، ففي حالة التعبيد المرن يتم استعمال الاسفلت، وهو متوفر في البلد بشكل كبير، اما التعبيد الصلب، فيسمى بالخرسانة وفيه يتم وضع طبقة الخرسانة علي الارض مباشرة بعد معالجتها، والخرسانة قد تكون مسلحة وغير مسلحة.. وما اكثر مصانع الاسمنت عندنا، ومقالع الحصى على مد البصر وكذلك الرمل.. هذا كل ما في الامر .. المطلوب فقط الرغبة في تحقيق ما يريح المواطن، ويسر العين، فحرام ان تنام بغداد وتصحو على شوارع متهالكة.. يسميها المواطن… شوارع الموت!

ان ظاهرة تردي حالة شوارع العاصمة، اصبحت حديث المواطنين، ومن المعيب ان تمتد النكات وعبارات الاستهزاء الى المقاهي والتجمعات وجلسات البيوت .. فبغداد هي عروس المدن، واحلاها .. ولازالت صور شوارعها وهي تغتسل ليلا بمرشات مياه امانة بغداد في ستينيات القرن المنصرم، ماثلة في الذاكرة.

ان صيانة الشوارع ، ليست ترفاً، لاسيما بعد الخراب الذي اصابها نتيجة الاهمال المريع، بل هي من الضروريات اللازمة لإشاعة الأمان، بعد ان كثرت حوادث الاصطدام والدهس وانفلاق اطارات السيارات بسبب الشوارع المتعرجة، الملآى بالأخاديد والحفر .. عيب على مؤسسة حكومية تحمل اسم (امانة) وهي غير مؤتمنة على اهدافها.

ومع عطاءات فصل الشتاء الحالي وامطاره، ستبرز الحفر في الشوارع اكثر من الصيف، وسنشهد تشققات الاسفلت الرديء الذي وضعته الامانة في اعمال الصيانة السريعة غير المدروسة سابقا، وانهيار العديد منه، كأننا تعرضنا لإعصار وليس لأمطار.. لقد ظهرت على الطبقة الإسفلتية في مئات من الشوارع الرئيسة، وفي الاحياء السكنية تشوهات كبيرة كالتخدد والهبوط والزحف نتيجة سوء الخلطة الإسفلتية التي تمت في عمل الأكساءات في الماضي القريب، وضعف وتدني جودة الخرسانة وتطايرها عند التعرض لمياه الامطار، فكانت نتائجها كارثية حيث أدت لتلف مركبات المواطنين، وحوادث الدهس المعروفة.

ان مقترحي، بتوحيد جهود اجهزة امانة بغداد، باتجاه هدف سريع واحد لا يعني عدم الالتزام بالمواصفات والمقاييس ونوعية المواد المستخدمة في ادامة الشوارع ، انما من الضروري الالتزام بالمواصفات المطلوبة بحدها المقبول علميا .. فلا يجوز الترقيع الذي شهدناه في الماضي القريب ..فالشوارع، والمقتربات، هي بمثابة الشرايين للمجتمعات في حياتهم اليومية، فهل تقوم امانة بغداد، بضخ الدم الى شرايين العاصمة؟

اتمنى!