مقالات

موظفة لا تدري أنها موظفة!

عبدالعزيز السويد

القصة، التي نشرتها صحيفة «اليوم»، طريفة ومؤلمة في آن معاً، ويمكن أن تفتح ملفاً متوارياً، فـ«حساب المواطن»، الذي يفترض فيه الدعم، كشف أن مواطنة موظفة منذ 17 عاماً، وهي لا تدري، نبدأ بالقصة
ومن صحيفة «اليوم»، قالت المعلمة أمل الغامدي، الحاصلة على وثيقة التخرج في نهاية عام 1418هـ من كلية التربية بالأحساء بتقدير ممتاز: «تقدمت إلى وزارة الخدمة المدنية للحصول على وظيفة تعليمية، ولم يتم إبلاغي بعدها، أو الاتصال بي، بقبولي، أو عدمه. بعدها قمت بالتقديم على وظائف عدة، ولكن لم يحالفني التوفيق، وحتى برامج الدعم لم تقبلني، ومنها (حافز)».
مشرف الغامدي، زوج أمل، قال: «إن زوجته لم تقبل في برامج الدعم بسبب وظيفتها الوهمية، وكان آخرها (حساب المواطن)، الذي أكد وجود دخل آخر، والذي لا نعلم عنه شيئاً، بعدها عزمت البحث عن مصدر هذا الدخل بين المرافق الحكومية، وفوجئت من ديوان الخدمة المدنية بالدمام أن زوجتي على وظيفة معلمة منذ عام 1422هـ في منطقة الباحة، وتم نقلها بعد ترقيتها إلى المستوى الخامس إلى مدينة جدة عام 1430هـ، وعندما توجهت إلى وزارة التعليم، وشرحت لهم ما جرى بالتفصيل وعدوني بالرد، ولم يتم الرد حتى الآن، علماً بأن الوظيفة مازالت مقيدة باسم زوجتي وراتبها يصرف وهمياً». انتهى.
دقة «حساب المواطن» لم تقابلها دقة من وزارات التعليم والخدمة المدنية كل هذه الأعوام، والمعنى أن التدقيق على المواطن أكثر جودة بمراحل من التدقيق لمصلحته!
في قضية منشورة، مثل هذه، هل تحتاج نزاهة إلى بلاغ؟ وهل تحتاج وزارة التعليم إلى شكوى من المعلمة، ومراجعات، أم أن الواجب مبادرة الجهتين بالتقصي والتحقيق، ثم إعلان النتائج، ورد الحقوق، وكشف المتواري، والمدسوس؟ ثم إن في بقاء هذه القضية معلقة استمرار ظلم في حق المعلمة وأسرتها.
الظريف أنه في تلك الأيام، أي منذ 17 عاماً، لم يكن «السستم» الإلكتروني موجوداً، فليس هناك فرصة لوضع اللائمة عليه كان «سستماً» مختلفاً فيه من القصص ما يخلط الضحك بالبكاء ولكل «سستم» قضاياه.
يتوافر لـ«نزاهة» قضايا مهداة من وسائل الإعلام، لكنها لا تستجيب، تكتفي بالرصد حسب ما قالت على رغم التحولات الكبيرة التي تشهدها بلادنا، ما يعني أنها لم تستطع المواكبة حتى هذه اللحظة.