مقالات

مُصَمِمون على سحق الارْهَابِ

 
نزار حيدر
 
١/ إِنَّ الانتصار النَّاجز والخاطِف الذي حقَّقتهُ قوَّاتنا المسلَّحة الباسِلة وبمشاركةٍ كاملةٍ من الحشدِ الشَّعبي المُقاوم في [عكاشات] دليلٌ قاطعٌ على أَنَّ الْعِراق مصمِّمٌ على سحقِ الارهاب بالكامل! فليس أَمام فلولهُم المتبقِّية إِلّا القتل أَو الاستسلام! [كما ذكر ذلك أَكثر من مرّةً القائِد العام للقوَّات المسلَّحة رئيس مجلس الوُزراء] وإِنَّ كلَّ الإشاعات والدَّعايات المُغرضة التي نُشرت في الآونة الأَخيرةِ عن مفاوضات تجري معهُم لتهريبهِم لإنقاذهِم من النَّهاية الحتميَّة هي ليست سِوى محاولات من قِبل [موظَّفٍ حكوميٍّ فاسدٍ وفاشلٍ وجَوقةٍ من ذُيولهِ وأَبواقهِ] لمُصادرة النَّصر العظيم الذي حقَّقهُ العراقيُّون في عمليَّات تحرير المَوصل!.
لو كان في نيَّة العراقييِّن ذلك لكانت [عكاشات] هي المكان المُناسب! إِلّا أَنَّنا رأَينا كيفَ سحقهُم العراقيُّونَ برمشةِ عَينٍ!.
٢/ كما أَنَّ الانتصارَ الخاطف في [عكاشات] دليلٌ على أَنَّ المهمَّة المتبقِّية أَمام قوَّاتنا المسلَّحة الباسِلة للقضاءِ نهائِيّاً على الارهاب يسيرةٌ جدّاً بسبب ما أَصاب الارهابيُّون من ضَعفٍ وانكسارٍ وهزيمةٍ معنويَّةٍ راحوا بسببِها يفكِّرون بالهزيمةِ حتَّى قبل أَن تبدأ العمليَّات ولذلك فأَنا أَتصور بأَنَّ النَّصر في عمليَّات تحرير الحوَيجة سيُعلن حتَّى قبل أَن يتمِّ إِنطلاق عمليَّات التَّحرير! فالعراقيُّون الآن يقاتلونَ بزَخم النَّصر أَمّا الارهابيُّون فعلى العكسِ تماماً، إِنَّهم يقاتلونَ بروحيَّةِ الآيس المُنكسر والمهزوم!.
٣/ تأسيساً على ذلك لاحظنا كيف أَنَّ القيادة العامَّة إِستغنت عن مشاركةِ عديد القوَّات المسلَّحة من جهةٍ وكذلك إِستغنت عن مشاركة الكثير من العناوين لأَنَّ عمليَّات التَّحرير المتبقِّية لا تحتاج إِلى الكثير من الاستعدادات كما هو الحال وقتها مثلاً في معركة تحرير المَوصل أَو الرَّمادي أَو غيرهِما!.
٤/ المعركةُ الآن إِستخباراتيَّة بالدَّرجةِ الأُولى وليست عسكريَّةً! فالمهزومون من الارهابيِّين سوف يسعَون للاستعاضةِ عن الهزيمةِ بتنفيذِ العمليَّات الارهابيَّة الجبانة في بعضِ مناطق الْعِراقِ من خلال تحقيق خروقاتٍ أَمنيَّةٍ هُنا وهناك كما حصل مؤخَّراً في مدينة النَّاصريَّة الصامدة إِذ راح ضحيَّة أَلعمل الارهابي الجبان مِئات الشُّهداء والجرحى!.
ينبغي الآن مُضاعفة الجُهد الاستخباري وتركيز كلِّ الجهد على هذا الجانب! سواء من خلال تحديثِ الخُطط الأَمنيَّة أَو إِعادة هيكَلة الأَجهزة الاستخباراتيَّة والأَمنيَّة خاصَّةً في المفاصِل التي أَثبتت فشلها أَو ترهُّلها وغفلتها! فكلُّنا نعرف جيِّداً بأَنَّ العمليَّات الارهابيَّة الاجراميَّة لا تحتاج إِلى الاستعدادات العسكريَّة للحدِّ منها والقضاء عليها بقدرِ حاجتها للجُهد الأَمني والاستخباري الذي يكشفَها فيحبطها قبل التَّنفيذ!.
٥/ لقد كان الْعِراقُ قاب قوسَين أَو أَدنى من الاحتفاءِ بالنَّصر النَّاجز على الارهاب والذي أَثار إِهتمام وإِعجاب العالم، وغيَّر مُعادلات! لَولا أَنَّ رئيس إِقليم كُردستان المُنتهية ولايتهُ الدستوريَّة عكَّر صفو البلد من خلالِ تبنِّيه لمشروع الاستفتاء الذي تسبَّب بإثارةِ النَّعَرات العُنصريَّة ومَخاوف دوَل الجِوار فضلاً عن المجتمعِ الدَّولي!.
لقد وضعَ الموما إِليهِ الْعِراقَ مرّةً أُخرى على كفِّ عفريتٍ وفتح الباب على مصراعَيهِ لأَسوء الاحتمالات! ولذلك أَقولُ بأَنَّ كلَّ ما قد يتعرَّض لَهُ الْعِراق خلال الأَيَّام القليلةِ القادِمة [لا سمحَ الله] والذي يدفع ثمنهُ بالدَّرجةِ الأُولى شعبنا في الاقليم سيتحمَّل هو المسؤوليَّة كاملةً بعد أَن سمِع مواقف الجميع وعرِف جيِّداً ماذا يعني المشروع! وما هو ثمنهُ!.
كما أَنَّ سياسييِّن مهوُوسين بالاثاراتِ يعتاشون على الأَزماتِ في بغداد والإقليم يتحمَّلون مسؤوليَّة مساهمتهِم في التجييش العُنصري الذي قد يتحقَّق في ساعةٍ واحدةٍ إِلّا أَنَّ آثارهُ السلبيَّة المدمِّرة تظلُّ فتراتٍ زمنيَّةٍ طويلةٍ من الصَّعب محوها بهذهِ السُّهولة!.
أَتمنَّى مُخلصاً أَن يرى الجميع أَبعد من أَرنبَةِ أُنوفهِم! فالعراقُ الآن في مهبِّ الرِّيح! {صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ}.
إِنَّ التَّفكير في بناءِ المجد الشَّخصي والحزبي والعائِلي على حسابِ البلدِ جريمةٌ وخيانةٌ! {وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}؟!.