اخبار سياسية عالمية

هل أدار الغرب ظهره لروسيا؟

اهتمت الصحف اليوم بطرد ما يزيد عن 100 دبلوماسي روسي من عدد من الدول الغربية، والانتخابات المصرية والقبض على الرئيس السابق لإقليم كاتالونيا كارليس بوتشيمون في ألمانيا بانتظار بث القضاء الألماني في مصيره وإمكانية تسليمه إلى السلطات الإسبانية.
البداية بموجة طرد عشرات الدبلوماسيين الروس من عدد من الدول الغربية في خطوة تضامنية مع بريطانيا بعد أزمتها الدبلوماسية مع روسيا. هذه الأزمة اندلعت عقب الاشتباه بتورط روسيا في محاولة اغتيال جاسوس سابق لها في بلدة ساليسبوري في بريطانيا. الصحف أوردت الخبر على صفحاتها الأولى. صحيفة مترو البريطانية عنونت الغرب يدير ظهره لروسيا. الصحيفة أضافت إنها اكبر موجة طرد في التاريخ، وبوتين يتوعد بالرد على الزعماء الذين وقفوا خلف رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

موجة طرد الدبلوماسيين الروس هي أكبر عملية طرد جماعية منذ نهاية الحرب الباردة. صحيفة ذي غارديان اعتبرت هذه الخطوة حازمة، وكتبت إن المملكة المتحدة وحلفاءها يشددون الإجراءات ضد روسيا. الصحيفة عادت على خطاب تيريزا ماي يوم أمس أمام مجلس العموم والذي قالت فيه إن 130 بريطانيا قد يكونون تعرضوا لغاز الأعصاب المستخدم في الهجوم على الجاسوس الروسي السابق، كما قالت: إذا كان هدف الروس هو تقسيم وتخويف الغرب فإن أفعالهم قد انقلبت ضدهم، كما أشارت الصحيفة إلى رد الكرملين ووصفه الخطوة الغربية بالاستفزازية والتوعد بالرد بالمثل.

صحيفة لوفيغارو أشارت إلى أن هذه الخطوة المنسقة أتت بعد القمة الأوروبية التي انعقدت في بروكسيل يوم الخميس الماضي. القرار اتخذ في اجتماع بين رئيسة الوزراء تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واعتبرت الصحيفة استهداف روسيا لبريطانيا جاء بهدف إضعافها في وقت تتعثر فيه مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي لأجل الخروج منه.

ما هي تبعات طرد الدبلوماسيين الروس على العلاقات الروسية الأوروبية؟ صحيفة ذي تايمز تقول في إحدى الاقتتاحيات إن طردهم سيشل عمليات تجميع المعلومات الاستخبارية الروسية في معظم بلدان أوروبا والغرب. لكن بوتين سيستغل هذه الأزمة لصالحه لأجل تعزيز خطابه القومي والتأكيد على أن الغرب معاد لروسيا مما سيمكنه من مواصلة إذلال شعبه تقول افتتاحية صحيفة ذي تايمز.

صحيفة نيويورك تايمز أشادت بما سمته العمل الصارم ضد روسيا.. وتقول إن هناك حاجة إلى المزيد.

إلقاء القبض على رئيس إقليم كاتالونيا السابق في ألمانيا أول أمس يثير اهتمام كتاب مقالات الرأي والرسامين في اوروبا. كارليس بوتشيمون كانت قد صدرت في حقه مذكرة توقيف أوروبية جددتها إسبانيا يوم الجمعة الماضي. رسام الكاريكاتير الألماني هوب يعكس بسخرية تجاهل كل أوروبا لمذكرة التوقيف إلا بلدة واحدة في شمال ألمانيا هي التي استجابت لمذكرة التوقيف وتم فيها توقيف كارليس بوتشيمون.

ورسم آخر للرسام السويسري شابات في صحيفة لوتامب السويسرية يسخر فيه هو كذلك من احترام ألمانيا للقوانين الأوروبية ونرى في الرسم كارليس بوتشيمون مقيد اليدين أمام قاض ألماني. القاضي يقرأ مذكرة التوقيف التي حررتها السلطات الإسبانية، والتي جاء فيها الموت للوغد المنشق المعتوه.

وفي صحيفة ذي أندبندنت مقال لكيم سينغوبتا يدعو فيه إسبانيا إلى عدم التفاؤل كثيرا بتوقيف الزعيم الكاتالاني لأن المنطقة ما تزال تواصل أنشطتها من أجل الحصول على الاستقلال، وحركة استقلال كاتالونيا تحظى بتعاطف حركات أخرى داخل الاتحاد الأوروبي حسب قول الكاتب الذي يرى أن أوروبا تمر بمرحلة انتقالية وبتنامي الجماعات الانفصالية داخل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

في صحيفة اندبندنت دائما مقال لروبرت فيسك حول الانتخابات الرئاسية المصرية التي بدأت أمس وتمتد إلى غاية يوم غد. روبرت فيسك يرى أن السيسي سيفوز مرة أخرى. وسيرجع الفضل جزئيا في فوزه للمسيحيين الأقباط. الذين لا تتعدى نسبتهم 8 المئة. يرى الكاتب أن الأقباط سيصوتون بولاء تام للسيسي الذي يعدهم مقابل ذلك بالحماية. لكن الكاتب يعود وينتقد الطريقة التي تُسَيّر بها الانتخابات الرئاسية في مصر. ويقول إن هذا البلد تعود على الانتخابات المزيفة والصحف والبرلمانات المزيفة.

في صحيفة فاينانشال تايمز مقال حول حال الديموقراطية في الشرق الأوسط ويرى الكاتب أن الانتخابات الرئاسية الصورية في مصر مشهد محبط يبرز كيف تلاشت مطالب الديمقراطية التي نادت بها الانتفاضات العربية في عام 2011