مقالات

هل يطبق بوتين استراتيجية للشيشان في سوريا؟

 
ميسون جحا
 
 
تساءلت آنا بورشيفسكايا، كاتبة رأي مساهمة في تحرير موقع “ذا هيل” الأمريكي، عما إذا كان النموذج الذي اتبعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشيشان، الأنسب له في سوريا، لافتةً إلى أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، يجعله صانع القرار في سوريا بلا منازع.
منذ بداية الحرب السورية، سعت موسكو لتطبيق استراتيجية شبيهة بسياستها في الشيشان، وسعت لتهميش مجموعات معارضة طالبت برحيل الأسد ومن المؤكد أن لإيران، وحزب الله، وتركيا نفوذ هناك أيضاً، لكن لخطوط الكرملين الحمراء أهميتها الأولى.
بوتين وقرار ترامب
وحسب الكاتبة، بالكاد استطاع الكرملين احتواء فرحته حيال خطوة ترامب. وامتدح بوتين القرار، ووصفه بـ “صحيح”، فيما قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن الانسحاب الأمريكي يوفر إمكانيات جيدة لتحقيق “حل سلمي في سوريا”.
وفيما يستعيد الرئيس السوري بشار الأسد سيطرته على البلاد بدعم عسكري روسي وإيراني، تحول الاهتمام الدولي نحو إقرار حل سياسي في سوريا.
ومع تخلي الولايات المتحدة، إلى حد كبير، عما بقي لها من نفوذ هناك، ما الذي ستكون عليه الاستراتيجية الروسية؟.
سابقة
وفي اعتقاد الكاتبة، ربما يُفيد التذكير بسابقة الشيشان. فقد أطلقت الحرب الشيشانية الثانية 2009-1999 مسيرة بوتين السياسية، عندما هزت في سبتمبر(أيلول) 1999 سلسلة من الانفجارات عدة مدن روسية كبرى.
وسرعان ما وجه بوتين، رئيس الوزراء الروسي يومها، اتهامات للشيشان، وأعلن حرباً نقلته إلى الواجهة السياسية، ثم إلى رئاسة روسيا.
وتشير كاتبة المقال إلى إشراف بوتين على حملة الأرض المحروقة في الشيشان، التي دمرت العاصمة غروزني، قبل تقديمه الدعم لحكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا.
وانخرط الكرملين في مفاوضات مع قادة شيشانيين مدعومين من الكرملين، لإرضاء مجلس أوروبا الذي طالب بمحادثات سلام رسمية. ورغب الروس في إدارة العملية، ولم يسمحوا إلا لطرف واحد بالمشاركة.
وهكذا تجاهل بوتين شيشانيين معتدلين وعلمانيين، مثل أصلان ماشهادوف، الرئيس الشرعي في ذلك الوقت.
استراتيجية مشابهة
ومنذ بداية الحرب السورية، سعت موسكو لتطبيق استراتيجية شبيهة لسياستها في الشيشان، وسعت إلى تهميش مجموعات معارضة طالبت برحيل الأسد. وفي يونيو (حزيران) 2012، وقبل ثلاث سنوات من تدخل روسيا العسكري في سوريا، نص بيان جنيف على خارطة طريق رسمتها الأمم المتحدة لإنهاء العنف، وإنشاء هيئة حكم انتقالية.
وعلى هذا الأساس، شاركت موسكو في محادثات سلام لكن مع شرط استبعاد مجموعات طالبت برحيل الأسد.
ووفق كاتبة المقال، حاول بوتين تغليف المشاركة الروسية بغطاء القانون الدولي. إذ أقر مجلس الأمن الدولي، في 2015، القرار 2254، الذي رسم عملية انتقال سياسي في سوريا.
ورعى الكرملين عدة جولات لمحادثات سلام في أستانة وسوتشي، والتي قيل إنها أعادت تأكيد القرار رقم 2254، ولكن المحادثات همشت معظم المجموعات المعارضة الصديقة للولايات المتحدة.
أكثؤ تعقيداً من الشيان
وترى كاتبة المقال أن الوضع الحالي في سوريا أكثر تعقيداً من الشيشان، إذ تتعدد مصالح الأفرقاء وتتضارب أحياناً.
وحسب الكاتبة، يسعى بوتين، منذ أبريل( نيسان) 2016 لتطبيق النموذج الشيشاني في سوريا. ولكن بعيداً عن حل حقيقي، ستشرف موسكو على صراع مجمد من صنعها، وبإدارة بوتين ربما استمرهذا الوضع أعواماً.

admin