عالمية

هل يندم حزبا العمال والمحافظين في بريطانيا على تخليهم عن المسلمين؟

A woman shouts through the megaphone as people take part in a protest, in solidarity with Palestinians in Gaza, amid the ongoing conflict between Israel and the Palestinian Islamist group Hamas, in London, Britain, November 11, 2023. REUTERS/Alishia Abodunde
المسلمون في بريطانيا شاركوا بكثافة في مظاهرات حاشدة تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة (رويترز)

2/2/2024|آخر تحديث: 2/2/202407:36 م (بتوقيت مكة المكرمة)احفظ المقالات لقراءتها لاحقا وأنشئ قائمة قراءتك

هناك مؤشرات متزايدة تشير إلى أن وقوف الأحزاب الرئيسة في بريطانيا إلى جانب إسرائيل وإحجامها عن التصدي لظاهرة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)، قد تفقدها أصوات المسلمين، مما قد يؤثر على فرصها في الانتخابات المقبلة.

هذا ما جاء في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” الإخباري عن الصحفي المستقل بيتر أوبورن، الذي قال إن الحكومة البريطانية برئاسة ريشي سوناك، المنتمي لـ حزب المحافظين، أعلنت في بيان، وبعبارات قوية، وقوفها التام إلى جانب إسرائيل بقيادة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وذلك بعد مرور ما يربو على 100 يوم من الحرب على غزة.

ولم يشذ حزب العمال المعارض عن القاعدة. فقد أبدى زعيمه كير ستارمر دعمه غير المشروط لإسرائيل، في كلمة ألقاها أمام اجتماع للحركة العمالية اليهودية، الذي انعقد في شمال لندن قبل بضعة أيام.

لقد اختار ستارمر هذه اللحظة للتحدث علنًا للمرة الأولى عن قرار حزب العمال بالتخلي عن دعمه لإقامة دولة فلسطينية، وهو توقيت غريب، نظرا لرفض نتنياهو قبول حل الدولتين، وفق تعبير أوبورن الذي يصف رسالة زعيمي الحزبين الرئيسيين في بريطانيا بأنها “قوية”.

غير أن ثمة أصوات من زعماء سياسيين في بريطانيا شنت هجوما على مواقف الحزبين من حرب غزة. فقد انتقد الزعيم السابق لحزب العمال، جيرمي كوربن، موقف بلاده الرافض لدعوات وقف إطلاق النار في غزة. وخصّ بالهجوم حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض الرئيسي.

ويقول الكاتب البريطاني إن أيا من الحزبين لم ينزعج من الفظائع والجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، أو اللغة التي تحض على الإبادة الجماعية التي يستخدمها القادة الإسرائيليون في تصريحاتهم، بمن فيهم رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ.

وفي استطلاع شمل 30 ألف مشارك مسلم أجرته منظمة تعداد المسلمين، وهي منظمة بريطانية، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال 5% فقط من المشاركين إنهم سيصوتون لحزب العمال في الانتخابات العامة المقبلة. وهذا أقل بكثير مقارنة مع نسبة 71% من المسلمين البريطانيين الذين صوتوا للحزب عام 2019.

وسيحصل حزب المحافظين، الذي نال 9% من أصوات المسلمين عام 2019، على أقل من 1% من أصوات أولئك الذين شملهم الاستطلاع.

ويرى أوبورن في مقاله أن من المستحيل أن يثق الفلسطينيون في بريطانيا -في ظل وجود أي من هذين الزعيمين في سدة الحكم- للاضطلاع بأي دور في بناء السلام عندما ينتهي الصراع.

ووفقا للكاتب فإن تناغم موقف الحزبين الرئيسيين بشأن غزة “يُعد أحدث وأفظع مثال” على توافقهما “غير المعلن” القائم على تجاهل المسلمين في أحسن الأحوال، واستهدافهم وتهميشهم في أسوئها.

أوبورن: تناغم موقف الحزبين الرئيسيين بشأن غزة “يُعد أحدث وأفظع مثال” على توافقهما “غير المعلن” القائم على تجاهل المسلمين في أحسن الأحوال، واستهدافهم وتهميشهم في أسوئها

وبينما يشيح حزبا المحافظين والعمال بوجهيهما عن المسلمين، ويميلان نحو اليمين، فربما نشهد بروز وعي سياسي إسلامي جديد في بريطانيا، وفقا للكاتب، الذي يرى أن ثمة كذلك دلائل على أن اليسار بدأ أيضًا في التعبئة ضد ستارمر، ويجب عليه إذن أن ينسق مع المجتمع الإسلامي.

إلا أن الكاتب حث المسلمين البريطانيين على تجاوز خلافاتهم ورص صفوفهم، إذ هم بحاجة إلى إيجاد طريقة للتعاون إذا أرادوا إسماع أصواتهم على المستوى الوطني، على حد تعبيره.المصدر : ميدل إيست آي