اخبار سياسية عالمية

واشنطن ترى احتمالاً متزايداً لحرب مع بيونغيانغ

كيم الثالث خلال زيارته مصنعاً لإطارات استُخدمت في شاحنة حملت صاروخاً عابراً للقارات

اعتبر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر ان كوريا الشمالية تمثل «اكبر تهديد مباشر للولايات المتحدة»، منبهاً إلى ان احتمال اندلاع حرب معها يتزايد يومياً.
وكان ماكماستر يتحدث امام منتدى الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان للدفاع الوطني في ولاية كاليفورنيا، بعد ايام على اطلاق بيونغيانغ صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، رجّحت سيول وخبراء عسكريون ان يبلغ مداه 13 ألف كيلومتر، ما يعني انه يطاول الولايات المتحدة.
وقال في اشارة الى نزاع محتمل: «أعتقد بأنه يتزايد يومياً، ما يعني اننا في سباق لتسوية هذه المشكلة». وأضاف ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال ملتزماً نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، مضيفاً ان هناك وسائل غير عسكرية للتعامل مع هذا الملف، مثل دعوة بكين الى فرض عقوبات اقتصادية اكبر على بيونغيانغ. وأشار الى نفوذ «اقتصادي هائل» للصين على كوريا الشمالية.
وتابع في اشارة الى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون: «هناك وسائل لمعالجة هذه المشكلة، لا تصل الى نزاع مسلّح، لكنه سباق اذ يقترب اكثر، وليس هناك كثير من الوقت». ولفت الى ان كيم حسّن قدرات بلاده، مع كل اطلاق لصاروخ او لاختبار نووي.
وتابع ماكماستر: «نطلب من الصين ألا تسدي إلينا معروفاً، ولا الى أي طرف آخر. نطــلب منها العمل من اجل مصلحتها، كما يجب، ونعتقد في شكل متزايد بأن من مصلحة الصين بذل مزيد من الجهود». وحضّ بكين على اتخاذ تدبير أحادي لقطع إمدادات النفط عن بيونغيانغ، وزاد: «لا يمكنك اطلاق صاروخ من دون وقود».
وأضاف انه وترامب يشعران بأن حظراً نفطياً كاملاً «سيكون مناسباً في هذه المرحلة». واستبعد ان يبدّل كيم سلوكه «من دون إجراءات جديدة مهمة، على شكل عقوبات أشد»، ومن خلال «تنفيذ كامل للعقوبات القائمة».
وتطرّق ماكماستر الى الخيارات العسكرية، لا سيّما في اطار توجيه كوريا الشمالية مدفعية تقليدية وصواريخ إلى سيول، مقراً بأن «لا مسار عسكرياً من دون أخطار». واستدرك ان تصرّفات بيونغيانغ جعلت تحالف الولايات المتحدة مع اليابان وكوريا الجنوبية «أقوى من أي وقت».
في السياق ذاته، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) مايك بومبيو ان لدى الوكالة «فهماً جيداً لنطاق (البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي) وحجمه ومدى التقدّم الذي يتحقق لتتمكّن (بيونغيانغ) من اطلاق هذا النظام في شكل موثوق ضد الولايات المتحدة».
وأضاف ان أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتقد بأن كيم جونغ أون ليس مدركاً لمدى هشاشة وضعه، محلياً ودولياً، وزاد: «المحيطون به لا يبلغونه الحقيقة في شأن الموقع الذي يجد نفسه فيه، ومدى عدم استقرار وضعه في العالم. ربما ليس سهلاً إبلاغ كيم جونغ أون أخباراً سيئة».
وأشار بومبيو الى ان الولايات المتحدة تأمل بأن تتيح التدابير الاقتصادية والديبلوماسية المتخذة ازاء كوريا الشمالية، مع الضغط من الصين، تسوية التهديد النووي «في شكل لا يتطلّب نتيجة عسكرية، أدرك ان احداً ليس متحمساً للمضيّ فيها».
في المقابل، نددت بيونغيانغ بتدريبات جوية تبدأ سيول وواشنطن تنفيذها اليوم، وتستمر 5 أيام، بمشاركة نحو 230 طائرة، بينها مقاتلات خفية من طراز «أف-22 رابتور». وكتبت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم حزب العمال الشيوعي الحاكم في افتتاحية: «هذا استفزاز مفتوح ضد كوريا الشمالية، يمكن ان يؤدي الى حرب نووية في اي لحظة. على الولايات المتحدة ودميتها كوريا الجنوبية، اللتين تنزعان الى الحرب، ان تدركا ان تدريباتهما العسكرية التي تستهدف كوريا الشعمالية ستكون عملاً على المقدار ذاته من الجنون لتدمير ذاتي». وكانت وزارة الخارجية الكورية الشمالية اتهمت ادارة ترامب بـ «السعي الى حرب نووية بأي ثمن».
إلى ذلك، أعلن المشرّعان مايك روجرز وآدم سميث أن وكالة الدفاع الصاروخي تستطلع الساحل الغربي للولايات المتحدة، لنشر دفاعات جديدة مضادة للصواريخ، بعدما أثارت التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية مخاوف في شأن طريقة دفاع أميركا عن نفسها لمواجهة هجوم.
وقال روجرز، وهو عضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب رئيس اللجنة الفرعية للقوات الاستراتيجية التي تشرف على الدفاع الصاروخي: «يتعلق الأمر بالموقع وتعكف الوكالة على تقديم توصية في شأن المكان المناسب لمعاييرها، مع النظر أيضاً للعامل البيئي». أما سميث فكر أن السلطات تدرس نشر منظومة «ثاد» في الساحل الغربي، علماً أن واشنطن تنشرها أيضاً في كوريا الجنوبية.
في غضون ذلك، بات نحو 1200 كوري شمالي يعملون في منغوليا، مضطرين الى مغادرتها وترك اعمالهم في ورش البناء او في عيادات طبية للعلاج بوخز الأبر.
منغوليا الحريصة على تطبيق العقوبات الدولية المفروضة على بيونغيانغ، أنذرت هؤلاء بوجوب المغادرة قبل نهاية العام، اذ إن عقود العمل الممنوحة لهم لسنة، لن تُجدد. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية المنغولية: «عندما تنتهي صلاحية عقودهم، لن تستطيع الشركات الخاصة تقديم اقتراحات بعقود جديدة، بسبب قرار الأمم المتحدة».
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن الكوريين الشماليين يعملون من 12 الى 16 ساعة يومياً، مع يومَي عطلة شهرياً. وأضافت ان بيونغيانغ تصادر 70-90 في المئة من رواتبهم (بين 300 وألف دولار شهرياً). وينام الجزء الأكبر منهم في الورش، بعضهم من دون تدفئة فيما تتدنّى درجات الحرارة الى 40 درجة تحت الصفر.