مقالات

“أمريكا تقتل أبناءنا وتلوذ بحكومتنا”

كتب / ماجد الشويلي

سواء كانت الضربة الأمريكية  التي استهدفت الحشد في العمق السوري ، أم أنها داخل الأراضي العراقية ، فإن المستهدف فيها هو حشدنا، والذين استشهدوا فيها هم أبناؤنا وتواجدهم في هذه المنطقة الحدودية فيه تنسيق بين دولتين شقيقتين جارتين(سوريا والعراق).

بل لعل تواجد قوات الحشد الشعبي في الأراضي السورية أشد إدانة لأمريكا وأبعد اتهاماً للحشد من تورطه في قصف القواعد الأمريكية.

فالتواجد الأمريكي لم يعد له توصيف قانوني بعد أن أخفقت الحكومة والبرلمان الحالي من تقديم صيغة توصيفية مقنعة لتواجده على الأراضي العراقية.

فلا وجود لاتفاقية معلنة ومصادق عليها من البرلمان بحسب القانون 35 لسنة 2015

ولا جدولة للانسحاب بأسقف زمنية واضحة.

ولا تنفيذ لقرار البرلمان الملزم بإخراج القوات الأجنبية بشكل كامل من الأراضي العراقية.

رغم أن الحكومة قد أعلنت شروعها بالتفاوض مع الجانب الأمريكي لتحديد المدة التي سيستغرق بقاؤهم فيها ، لكننا وجدنا أنها (مُيِّعَتْ) ولم نستفق إلا على قرار أمريكي آخر متلفع بعنوان حلف الناتو يعلن عن قراره زيادة عديد جنوده المتواجدين في العراق لغرض التدريب.!

في الوقت الذي لم تحسم فيه قانونية التواجد الأمريكي ، وتحديد طبيعة المهام التي عليه القيام بها ، وهي محصورة بحكم البداهة بمحاربة الإرهاب بحسب الظاهر .

ومع ذلك فوجئنا بقيام القوات الأمريكية وبكل وقاحة وصلافة تتبجح بأنها هي التي قامت بقصف مقرات الحشد الشعبي على الحدود مع سوريا

الآن القصف قد حصل واستشهد من استشهد ، ولكن أليس على الحكومة وعلى أقل التقادير أن تسأل الجانب الأمريكي عن أدلته ومبرزاته التي تثبت تورط الحشد الشعبي في قصف قواعده.

أليس من واجب الحكومة أن تمنع هذه الاستهدافات الامريكية المتكررة للحشد ؟

أوليس من واجبها أن تكشف حقيقة ما تم التوصل إليه من تفاهمات تسوغ هذا التواجد الامريكي على الساحة العراقية.

ومن حق المواطنين أن يتساءلوا عن بنود هذه الاتفاقيات .

هل هي سرية أم علنية ، هل تمنح الامريكان الحق باستهداف قوات الحشد إذا تعرضت لضربة أم لا.

إن هذه تفاصيل لايمكن التغاضي عنها أو تخطيها بحال.

إن هذا الإحجام الحكومي بل والبرلماني سيضعهما في حرج ، وسيدفع بقوى الحشد التي تمتلك الحق بالدفاع عن نفسها بأن تبادر لمواجهة الأمريكان وجهاً لوجه.

وهو أمر تكفله جميع الشرائع والقوانين الدولية فضلا عن شرائع السماء .

وعندها ستتغير قواعد اللعبة وستبرز تداعيات جديدة يصعب التكهن بمآلاتها.

وعليه لابد للحكومة وذوي الشأن جميعهم أن يسابقوا الزمن وأن يضعوا حداً لهذا الاستهتار الأمريكي الوقح قبل فوات الأوان.