مقالات

( لا أحد يمتلك القرار )

حسن فليح / محلل سياسي

ثبت بما لا يقبل الشك إن جميع الفرقاء السياسيين أحزابا و تيارات و كتل و تحالفات ورجال دين لا أحد منهم يمتلك القرار ولا احد يستطيع الحل للازمة الحالية ، توقفت الحلول وفشلت المبادرات بما في ذلك مايترشح من تغريدات ومواقف من قبل السيد الصدر الذي لم يستطيع التراجع عن موقفه و لذي يشكل انتحاراً سياسيا كبيراً له ولايستطيع المضي للامام و يسقط النظام السياسي المُشرعن دوليا ، المحكمة الاتحادية حصريا الوحيدة التي تستطيع الحل وتنهي ألازمة بتخريجه قانونية لحل البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة الأمر الذي لاتريده إيران ولا الولايات المتحدة حالياً وربما في وقت لاحق وحسب الضروف والتبدلات بالمواقف السياسية ، علما إن النظام السياسي تشكل بإرادة أمريكية و تدخلات إقليمية متنفذة ممثلة بالنظام الإيراني و فصائلها المسلحة بالعراق ، والذان لايسمحان التلاعب بمرتكزات وبناء العملية السياسية التي صممت و صنعت هكذا بطريقة توافقية ومحاصصاتية وبتوافق أمريكي أيراني حتى لاتكون منتجة ولا تخدم العراق والعراقيين ومعطلة لحياتهم و تطلعاتهم و تخدم فقط مصالح و أهداف طرفي المعادلة الدولية في البلاد الأمريكية الإيرانية ، وكلاهما الان يراقبون الأحداث في الداخل العراقي و لن يتحدثون بصوت مرتفع على الرغم من الصخب العالي للمشكلة ولحد وصول الامر بالتصادم المسلح بين التيار والاطار بعد الفشل السياسي المريع لاحتواء الازمة ، العراق هو رهينتهم وهم الذين يتحكمون به و بمصيرية و حسب ما يتوصلون إليه في حسابات الصراع و النفوذ وما تقتضيه مصالحهما ، وغير أٓبهين بما يحصل من خلافات بين المتخاصمين تاركين الأمر لنتائج المفاوضات في جنيف وماينتج عنها بخصوص العراق ، بعد ان جردو الجميع من امكانية حسم الامر وعدم قدرة السياسيين العراقيين جميعا من إيجاد حل ، فهم آلان لاحول لهم و لاقوه مجردين تماما من فعل اي شيء ولاتأثير لهم ، مشكلة جميع القوى السياسية واحدة وان اختلفوا بعناوينهم و توجهاتهم تكمن بأنهم بلا مشروع ولا رؤيا وطنية حقيقية توفر لهم غطائاً شعبيا يستطيعون من خلاله الوصول الى هموم الناس وتحقيق تمنياتهم والعيش بسلام ، وربطو مصيرهم بالصراع الدولي و الإقليمي حول العراق فكانوا ادات طيعة لهذا الطرف الدولي أو ذاك على حساب مصلحة الوطن و المواطن ، آلان انتهت أهمية القوى السياسية في العراق لطرفي الصراع الأمريكي الإيراني كون اللعبة تعدتهم واستهلكتهم واسقطتهم جميعاً ، أن التغيير الذي حصل بطبيعة المعادلات الدولية في العالم غير تماما من طبيعة الصراع و النضرة إلى العراق ولم تعد تنفع سياسة التخادم التي كانت قائمة سابقا والتي تسعى أمريكا لمغادرتها مع إيران بالوقت الحاضر ، أن ما يحصل آلان من نزاع و اختلاف بين التيار والاطار جاءَ كنتيجة حتمية لقراءاتهم الخاطئة التي طالما أوقعتهم وأوقعت شعبنا معهم في التيهان و المصير المجهول ، الصدر اتخذ خطوات وطنية في توجهاته الأخيرة بعد إن كان جزءً من العملية السياسية و الحكومات التي تعاقبت منذ الاحتلال والى يومنا هذا ، و ليوم ينضر الشارع لهُ بالمنقذ و المخلص ولكن بقلق وعدم الثقة بسبب تذبب مواقفه المعروفة ولتي لا تغيب عن بال المواطنين كان أهمها مساهمته بقمع ثوار تشرين و حماية النظام السياسي من السقوط الحتمي حينها ، وليوم يكرر نفس الخطاء بخذلانة للشعب وخاصةً لأنصارة بعد ان وصل الامر لاسقاط الحكومه وتحقيق التغيير ، الذي لاترغب به ايران وامريكا وعدم السماح المساس بتخطي الخطوط الحمر وكما اوضحنا ، آلان المطالب هي نفسها التي كانت أيام الثورة في عام ٢٠١٩ و تكاد تكون امتدادا لها التي يطالب بها جمهور التيار و المتعاطفين معه من عامة الناس ، أدرك التيار الصدري أهمية و شرعية تلك المطالب ولكن بعد فوات الأوان ، بسبب التطور ألافت في المنظور الدولي للعراق بعد الحرب الأوكرانية الروسية ولذي أختلف كليا عما قبلها و الولايات المتحدة تريد العراق بلدا مستقرا و تنهي عائديته المشتركة بينها و بين إيران حليفة روسيا و الصين ولكن على طريقتها وليس كما يحلم الصدر او غيره من السياسيين ولايمكن السماح لإيران أن تكون البوابة لدخول روسيا و الصين عبرها شرق أوسطيا ، الأمر الذي غير من معادلة اللعبة التي كانت قائمة قبل الحرب و غيرت الأولويات و سياسة التخادم التي كانت قائمة بين امريكا وايران بالشأن العراقي ولتي لم تعد لها مبرراتها وفقدان جدواها بالنسبة للولايات المتحدة لهذا يجب عليها تغيير النظام السياسي و تغيير توجهاته و ضبط سلوكه و جعل العراق خاليا من الفصائل و القوى الولائية لإيران ، ساعة الصفر مرهونة بالاتفاق النووي و أبعاده على العراق ، حيث لا أحد من السياسيين أحزابا و تيارات و تحالفات قادر أن يتخطى ردود افعال إيران و الأمريكان و نتائج مفاوضات جنيف وما يترشح عنها بخصوص الوضع بالعراق و تحديد مستقبلة السياسي .

admin