ياكلك أكل «البرشومي»
مشعل السديري
أريد أن ألقي الضوء سريعاً على مونديال كأس العالم الأخير، وبالدرجة الأولى على جهود قطر الناجحة، وكذلك ظاهرة الجمهور السعودي اللافت للأنظار.
ذلك الجمهور الذي صنع أجواءً لطيفة في بطولة عام 2022 وأحدث ضجة بعد الفوز على الأرجنتين وأطلقوا عليها (أهزوجة) صارت عالمية يرددها العرب والأجانب – رغم أنني لم أرددها – ولكنني شاهدت أطفالاً يتغنون بها، وتقول كلماتها: (وينه وينه – ميسّي وينه – كسرنا عينه) – ويقصدون (ميسّي) لاعب الأرجنتين الشهير، الذي لم تنكسر عينه على الإطلاق، وهو الذي ساهم في انتصار الأرجنتين على المكسيك وأستراليا، وباقي المنتخبات على الطريق – ومن أراد أن (يراهنني) على زجاجة (كازوزة) فإنني جاهز.
وهذا محلل رياضي إسباني يؤكد أن: الجمهور السعودي هو مفاجأة كأس العالم 2022. بل إليكم ما جاء في صحيفة (لوموند) الفرنسية، التي لا تكتب ولا تنشر الكلمات على عواهنها، وقالت عنهم: إنهم يحبون كرة القدم ويحبون بلدهم ويبرزون ذلك، ولهذا السبب أحدثوا ضجة كبيرة في البطولة وفرحاً كبيراً، وتمضي تقول: اللاعب رقم 12 في البطولة هو الجمهور السعودي، وأنهم أكثر جمهور في المونديال لدرجة عندهم منطقة خاصة بهم على الكورنيش، ومن الصعب أنك تروح منطقة وما تجدهم، ويلفتون انتباهك بتفاعلهم وحيويتهم، خلقوا أجواءً استثنائية عند الجماهير الأخرى، لذلك هم (محي المونديال)، ورغم هزيمتهم من المكسيك تقبلوا ذلك بروح رياضية، ورقصوا مع المكسيكان على رقصة (زاندونجا)، وعلموهم وجعلوهم يرقصون معهم (السامري والخبيتي والمجرور)، بل ورقصة (المزمار)، وهم يرددون معهم ويصفقون قائلين: ياكلك أكل (البرشومي) ياكلك حبّة حبّة – وهذه الأخيرة هي التي أثارت حماس وإعجاب الفتيات المكسيكيات اللواتي طببن الحلبة وهات يا رقص – إلى درجة أن إحداهن من شدّة حماستها سقطت على منخارها، ومع ذلك نهضت وهي تضحك، وعاودت الرقص بحماسة أكبر، ولإعجاب المعلّق بها وصفها بأنها (عابرة القارات) – وهي فعلاً كذلك، لأنها انطلقت من قارة أميركا الجنوبية، وعبرت قارة أفريقيا، و(حطزت) في قارة آسيا – وبطولة كأس العالم هذه، هي أول بطولة تقام من أول نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أواسط ديسمبر (كانون الأول) – وكسرت بذلك مواعيد كأس العالم التي كانت سابقاً تقام في عز الصيف –
ولا شك أن حكومة قطر بذلت جهوداً رائعة وناجحة تشكر عليها، ومنها: شيدت (8) ملاعب ليس هناك أجمل منها في العالم، وذلك من أجل استضافة نهائيات كأس العالم.
المهم في تلك البطولة، أن العقال والشماغ والغترة، (ترسخت) على كثير من الرؤوس – فهل كفيت ووفيت، وإلّا (مو)؟!-