معارك باخموت: أوكرانيا تستعد لهجوم مضاد ومئات القتلى من الجانبين
قالت كييف إن 221 من القوات الموالية لموسكو قتلوا وأصيب أكثر من 300 وروسيا تؤكد مقتل 210 جنود أوكرانيين
واصلت القوات الأوكرانية، اليوم الأحد، الدفاع عن باخموت بهدف “كسب الوقت”، قبل أن تشن هجوماً مضاداً في مواجهة تقدم القوات الروسية في هذه المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا، وتحاول موسكو منذ الصيف الاستيلاء عليها على رغم الخسائر الفادحة.
كسب الوقت
وصرح قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي بأن “الأبطال الحقيقيين هم المدافعون الذين تقع الجبهة الشرقية على عاتقهم”.
ونقلت الخدمة الصحافية للجيش الأوكراني عن سيسركي قوله “يجب كسب الوقت لتجميع احتياطي، وشن هجوم مضاد، وهو ليس بعيداً”.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، أمس السبت، إن القوات الأوكرانية قامت في اليوم السابق “بصد أكثر من 100 هجوم للعدو” في مناطق القتال الرئيسة.
وقال بيترو قائد واحدة من ثلاث مروحيات هجومية من طراز “أم آي-8” نفذت لتوها غارة على هدف بالقرب من باخموت لوكالة الصحافة الفرنسية، “في بداية الحرب لم تكن لدينا طائرات مسيرة، وكانت المهام أكثر تعقيداً وأقل فاعلية”.
وأضاف “لكن في الصيف بدأنا نتلقى طائرات مسيرة ومعدات أخرى. اليوم أصبحنا أكثر فاعلية”.
معارك باخموت مستمرة
وفي باخموت مركز النزاع حالياً، قال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية عن تقدم جديد لرجاله الذين يقاتلون هناك على خط المواجهة.
وقال، في تسجيل فيديو أمس السبت، “هذا هو مبنى الإدارة البلدية المركز الإداري للمدينة”، مشيراً من سطح مبنى إلى مبنى آخر كدليل على هذا التقدم.
وأضاف في مقطع الفيديو الذي بثته الخدمة الصحافية لشركته “كونكورد”، إن المبنى “يبعد 200 كيلومتر”، موضحاً أن “هذه هي المنطقة، وهناك معارك مستمرة”. ولا يمكن التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل على الفور.
ويحاول الروس منذ أسابيع تطويق المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل بدء النزاع، ونجحوا في قطع طرق إمداد مهمة للجنود الأوكرانيين.
واعترفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيتشينا بأن “مقاومة وردع القوات في باخموت تزداد تعقيداً بالنسبة لنا”.
وأضافت “نقدر أن الجيش الروسي خسر حتى الآن 150 ألف رجل منذ العام الماضي في هجماته العسكرية على أرضنا”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن “الكتلة البشرية للمشاة (الروس) سلاح هائل ولا ينضب على ما يبدو في حجمه وعلى مر الوقت”.
ويشكك المراقبون في الأهمية الاستراتيجية لباخموت بحد ذاتها، لكن هذه المعركة وهي الأطول منذ بدء الهجوم الروسي قبل أكثر من عام، اكتسبت طابعاً رمزياً لكييف وموسكو على حد سواء. وتريد موسكو تحقيق انتصار هناك بعد عدد من النكسات.
وفي تسجيل الفيديو، قال يفغيني بريغوجين الذي يخوض مواجهة علنية مع القيادة العسكرية الروسية، خصوصاً من أجل الحصول على مزيد من الذخيرة، إن “أهم شيء هو الحصول على الكمية المناسبة من الذخيرة والتقدم”.
وهاجم بريغوجين من جديد علناً وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، ووصفهما بنبرة ساخرة بأنهما “قائدان عسكريان استثنائيان”.
وبالنبرة نفسها تابع الرجل الذي لا يكف عن انتقاد استراتيجية القيادة العسكرية على الأرض، “أؤيد بالكامل وبالتأكيد كل جهودهما”.
مئات القتلى وخسائر كبيرة
وأفادت أنباء صادرة عن أوكرانيا وروسيا، أمس السبت، بمقتل المئات من قوات الجانب الآخر خلال الساعات الـ24 الماضية في القتال من أجل السيطرة على مدينة باخموت، في حين تتصدى كييف لهجمات متواصلة من دون هوادة، وبات نهر صغير يمر وسط المدينة يمثل خط المواجهة الجديد.
وقال سيرهي شيريفاتي، متحدث القوات الأوكرانية في شرق البلاد، إن 221 من القوات الموالية لموسكو قتلوا، وأصيب أكثر من 300 في باخموت.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن ما يصل إلى 210 جنود أوكرانيين قتلوا في الجزء الذي يمثل خط المواجهة الأوسع نطاقاً في دونيتسك.
ولم تحدد موسكو حجم الخسائر في باخموت، لكن المدينة الواقعة في شرق دونيتسك التي باتت شبه مهجورة أصبحت موقعاً لواحدة من أكثر المعارك دموية وأطولها في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
ويعترف كل جانب بتعرضه لمعاناة وخسائر كبيرة في باخموت، في حين يصعب التحقق من العدد الدقيق للقتلى من مصادر مستقلة.
وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية، أمس السبت، إن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة سيطرت على معظم الجزء الشرقي من باخموت، وهو تقدم أعلن عنه مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين، الأربعاء.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها الاستخباراتي اليومي “في وسط المدينة، يمثل نهر باخموتكا الآن خط المواجهة”.
وتصر أوكرانيا على أن قواتها لا تزال متحصنة في باخموت، وتقاوم القوات الروسية. وقال القائد المسؤول عن الدفاع عن باخموت إن حمايتها هي الأساس لبدء هجوم مضاد تشنه أوكرانيا.
وتقول موسكو إن السيطرة على باخموت ستحدث فجوة في الدفاعات الأوكرانية، وستكون خطوة نحو الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية بأكملها التي تمثل هدفاً رئيساً.
ولقي عشرات الآلاف حتفهم كما شرد الملايين، ودمر عديد من المدن والبلدات الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) من العام الماضي.