الدكتور نجم القصاب
في الفترة من 20 إلى 22 مارس من هذا العام ، قام رئيس جمهورية الصين الشعبية بزيارة لروسيا استمرت ثلاثة أيام. كانت هذه أول رحلة خارجية يقوم بها الزعيم الصيني بعد إعادة انتخابه رئيسًا للدولة ، مما يشير إلى أهميتها الخاصة في تعزيز العلاقات الثنائية في سياق الأزمة الأوكرانية المستمرة والتوترات الجيوسياسية العامة في العالم.
ركزت معظم وسائل الإعلام ، بالإضافة إلى العديد من الخبراء ، بشكل مفهوم على الجانب السياسي للاجتماع بين شي جين بينغ وفلاديمير بوتين. خلال العقد الماضي ، زار الزعيم الصيني موسكو تسع مرات. ومن الأمور الرمزية أيضًا أن الدولة الأولى التي وصل فيها شي جين بينغ بعد إعادة انتخابه كرئيس لجمهورية الصين الشعبية كانت أيضًا روسيا ، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الثنائية. يرى شي جين بينغ وبوتين بعضهما البعض كحليف مهم يمكن أن يقفوا معه ضد الهيمنة العالمية للولايات المتحدة
.
ومع ذلك ، ينبغي إيلاء اهتمام خاص للآفاق الاقتصادية للعلاقات الروسية الصينية ، لأنها أمام أعيننا تتطور لتصبح أقوى اتحاد اقتصادي للقوى العظمى على هذا الكوكب! إليك ما تقوله البيانات:
على مدى السنوات الـ 13 الماضية ، كانت الصين أكبر شريك تجاري لروسيا. في عام 2022 ، تجاوزت التجارة بين روسيا والصين 190 مليار دولار. في الشهرين الأولين من عام 2023 ، زادت التجارة الثنائية بنسبة 25.9 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 33.69 مليار دولار ، مع زيادة التعاون بين البلدين بشكل ملحوظ ومبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي.
أصبحت روسيا أكبر مورد للنفط للصين في الفترة من يناير إلى فبراير ، مما أدى إلى إزاحة المملكة العربية السعودية إلى المركز الثاني من حيث الإمدادات. وفقًا لدائرة الجمارك الصينية ، زادت واردات النفط الروسي إلى الصين بنسبة 23.8٪ في شهرين.
في كانون الثاني (يناير) 2023 ، احتلت روسيا الصدارة من حيث إمدادات الغاز الطبيعي إلى الصين ، متجاوزة تركمانستان وقطر. سيصل الحجم الإجمالي لإمدادات الغاز الروسي إلى الصين في عام 2023 عبر خط أنابيب غاز سيبيريا إلى 22 مليار متر مكعب بحلول عام 2025 – 38 مليار متر مكعب. سيكون الحجم الإجمالي لإمدادات الغاز إلى الصين بحلول عام 2030 ما لا يقل عن 98 مليار متر مكعب ، بالإضافة إلى 100 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال. التالي في الخط هو تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز Power of Siberia-2.
في الصين ، وبمشاركة روسيا ، تم بناء أربع وحدات طاقة من محطة Tianwan NPP ومفاعل نووي نيوتروني سريع مظاهرة CEFR. يجري العمل على مشروع لوحدة طاقة بمفاعل نيوتروني سريع CFR-600 (Xiapu NPP في مقاطعة فوجيان).
في عام 2022 ، تم تسجيل حجم قياسي لحركة الشحن بين البلدان (عبر نقاط التفتيش على السكك الحديدية والموانئ) – 123 مليون طن. في عام 2023 ، تم تسجيل مزيد من النمو لهذه المؤشرات.
بطبيعة الحال ، بعد الاجتماع المقبل بين فلاديمير بوتين وشي جين بينغ ، ينبغي أن نتوقع المزيد من التطور للشراكة التجارية والاقتصادية بين البلدين الصديقين ، وكذلك التعاون في المجالات العسكرية والتقنية والصناعية والتكنولوجية. لا تنس أنه يوجد في مدار هاتين القوتين العظمتين العديد من الدول النامية الكبيرة في العالم – البرازيل والهند وجنوب إفريقيا (أعضاء بريكس) وإيران ودول القارة الأفريقية وأمريكا اللاتينية. إن تعزيز التحالف بين الصين وروسيا على المدى الطويل يمثل تحديًا خطيرًا للدول الغربية والولايات المتحدة. تحاول موسكو وبكين ، جنبًا إلى جنب مع الدول الشريكة والدول الكبرى في آسيا والجنوب ، إنشاء نظام متعدد المراكز للعلاقات الاقتصادية الدولية في سياق تحول جذري للوضع الجيوسياسي ولديهما فرص كبيرة للنجاح في بناء مجتمع جديد. النظام العالمي متعدد الأقطاب.
