“كيف تفجر خط أنابيب”: فيلم ماركسي راديكالي يخاطب غضب جيل بأكمله

1

تستعير هذه الحكاية التي لا هوادة فيها عن تخريب البيئة نبرة وبنية أفلام الإثارة الهوليوودية الكلاسيكية

كلاريس لوفري مراسلة ثقافية 

يطرح الفيلم جدلية أن الإرهابي بالنسبة لرجل ما هو مقاتل من أجل الحرية بالنسبة لرجل آخر (نيون)

فيلم “كيف تفجر خط أنابيب” How to Blow Up a Pipeline الذي أنتقي عنوانه بدقة، ينسج قصة خيالية عن عملية تخريب بيئية مستمدة من كتاب عن النشاط المناخي للأكاديمي الماركسي أندرياس مالم، كما أنه يوجه انتقاداً ذاتياً عندما يتعلق الأمر بدور السينما داخل الحركة.

أحد الناشطين الرئيسين في الفيلم، دوين (يؤديه جيك ويري)، هو مزارع من تكساس استولت الحكومة على أرضه بالقوة لبناء خط أنابيب. نرى الرجل يقف أمام الكاميرا لإجراء مقابلة مع فريق من صانعي الأفلام الوثائقية الحريصين على “إضفاء وجه إنساني على هذه الأزمة” من أجل “زيادة الوعي”، لكن كل ما يفعلونه حقاً هو مطالبة دوين بسرد قصته المؤلمة من أجل أغراضهم الخاصة. هل سيسهمون في مصاريف معركته القانونية؟ هل سيستمرون في المحاربة من أجل قضيته بمجرد توقف الكاميرات عن التصوير؟ نعلم جميعاً أنهم لن يفعلوا ذلك. المخرج دانييل غولدهابر، الذي طبق توجهاً مشابهاً من الوضوح الأخلاقي في عمله الأول “كام” Cam، وهو فيلم رعب عن العاملين في مجال الجنس، يصوغ هنا فيلماً تظهر راديكاليته بالكامل تقريباً من خلال افتقاره للرضا عن النفس.

يستعير “كيف تفجر خط أنابيب” نبرة وبنية أفلام الإثارة الهوليوودية الكلاسيكية، حيث يتعقب بدأب خطط المجموعة لتفجير قنبلتين في صحراء تكساس القصية وتعطيل صناعة النفط في البلاد موقتاً. إنه ليس بياناً عاماً حقاً، ولكنه تصوير واقعي للغضب الملموس المنبعث من جيل تعرض للخيانة. تعلن زوتشيتل (أرييلا بارير)، وهي طالبة جامعية توفيت والدتها في “موجة حر استثنائية”، إنه “كان عملاً من أعمال الدفاع عن النفس”. جعل حزنها الاكتفاء بالجلوس في اجتماعات الناشطين –لصالح الحملات التي تطالب الشركات والمنظمات بالتخلي عن الوقود الأحفوري– أمراً غير مستساغ. ومثلها مثل مالم، أصبحت ترى “اللاعنف الاستراتيجي” غير فعال. إنها حالة يائسة من ضآلة الجهد المبذول بعد فوات الأوان.

اقرأ المزيد

قد يبدو نافعاً للسرد أن الخسارة الشخصية تجبر جميع شخصيات الفيلم تقريباً -في نص كتبه غولدهابر بالتعاون مع بارير وجوردان سيول- لكنها سردية بالكاد تكون غير قابل للتصديق. عاجلاً وليس آجلاً، سيصبح من المستحيل العثور على أفراد لم تتأثر حياتهم بأزمة المناخ. تتخلل لقطات الفلاش باك مسار الأحداث في الفيلم. طورت ثيو (ساشا لين) نوعاً نادراً من السرطان، نتج عن قضاء طفولتها بالقرب من مصافي النفط في لونغ بيتش، فيتوجب على صديقتها، أليشا (جيمي لوسون) أن تراقبها وهي تخبو. مايكل (فورست غودلاك) هو أحد السكان الأصليين، تمت سرقة أرض جماعته من تحت قدميها. إنه محبط من التزام والدته بمجلس محلي للحفاظ على البيئة -وهو جهد غير مجد من وجهة نظهره “فقط يمنح البيض شعوراً أفضل”.

يسمح “كيف تفجر خط أنابيب” لهؤلاء الأشخاص بالتحدث والتصرف بطرق تضلل عدم اليقين لديهم. لم يكتمل تشكيلهم بالكامل بعد كأفراد، ولا يزالون يصارعون طواحين الهواء ليحسوا بشيء من اليقين. يسمح لنا بفهم طبيعتهم العادية من دون أن ينزع الفيلم شرعية أفعالهم. شون (ماركوس سكريبنر)، صديق زوتشيتل في الجامعة، يمضي وقتاً طويلاً في تصفح الأخبار السلبية على “تويتر”. يشتت الهياج لوغان وروان (لوكاس غيج وكريستين فروزث) عازفي موسيقى كراست بانك من بورتلاند. تتعثر المجموعة عبر الجدلية المتداولة كثيراً ومفادها أن الإرهابي بالنسبة لرجل ما هو مقاتل من أجل الحرية بالنسبة لرجل آخر.

الإنسانية الموجودة في صميم “كيف تفجر خط أنابيب” تسهم بشكل جيد في رفع التوتر في الفيلم أيضاً – الذي تصاعد باستخدام المصورة السينمائية تيهيلاه دي كاسترو عدسة تغبيش من عيار 16 ملم، والمونتاج الدقيق بواسطة دانييل غاربر، والموسيقى التصويرية الإلكترونية المتواصلة للمؤلف غافن بريفيك. تعمل كل هذه العناصر بانسجام تام لتدخل إلى واقع شرس شعاراً هو المفضل لدى نشطاء الفيلم: “إذا لم يعاقبك القانون، نحن سنفعل ذلك”.

إخراج: دانييل غولدهابر. بطولة: أرييلا بارير، كريستين فروزث، لوكاس غيج، فورست غودلاك، ساشا لين، جيمي لوسون، ماركوس سكريبنر، جيك ويري، إيرين بيدارد.

التصنيف الرقابي: مناسب لمن هم في سن 15 فما فوق.

المدة: 104 دقائق.

يعرض فيلم “كيف تفجر خط أنابيب” في صالات السينما في بريطانيا اعتباراً من 21 أبريل.

© The Independent

التعليقات معطلة.