كتب / قاسم الغراوي ||
دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في افتتاح القمة، قادة الدول إلى ((الاتفاق على خارطة طريق)) لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة و ((إحياء مسار السلام)) .
كما اكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته إن(( بلاده تعارض )) ما أسماه تهجير الفلسطينيين إلى منطقة سيناء المصرية.
وان مصر تشعر ((بالقلق)) من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال سيناء.
ويعكس الموقف المصري المخاوف العربية من احتمال تهجير الفلسطينيين مرة أخرى أو إجبارهم على ترك منازلهم بشكل جماعي، كما حدث خلال الحرب التي شهدت قيام إسرائيل عام 1948.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله في كلمته الافتتاحية لقمة القاهرة للسلام إن : التهجير القسري أو الداخلي للفلسطينيين ((سيكون جريمة حرب)).
وقد ((أدان)) الزعماء العرب القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسبوعين على قطاع غزة خلال القمة. و((طالبوا)) بتجديد الجهود لإنهاء دائرة العنف المستمرة منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
و تهدف القمة إلى ؛ بحث إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووقف إطلاق النار، و(( بحث )) سُبل تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، بموجب حل قرار الدولتين.
و((يحاول)) اجتماع القاهرة إيجاد سبل لتجنب حرب إقليمية أوسع نطاقا، بعد أن تعهد الكيان الصهيوني بمحو حركة المقاومة الفلسطينية وكثف القصف على القطاع وقطع عن غزة كل إمدادات الماء والكهرباء والغذاء .
لم نسمع إدانة فاعلة ومؤثرة لدول الغرب باستثناء جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، أثناء مشاركته في القمة ” إن عدم السماح لسكان غزة بالحصول على المياه (( يعد جريمة دولية))
تصدر الخطاب العراقي الذي ألقاه السيد السوداني المشهد في القمة بموقفه الواضح والجريء ووضع النقاط على الحروف دون استحياء او خجل وعبر عن محتوى خطاب المرجعية وموقف الشعب العراقي وتضامنه مع الشعب الفلسطيني .
من الواضح إن الهدف الرئيسي لعقد قمة العرب هو وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لكن التوقعات بشأن ما سيتم إنجازه منخفضة ، وتكاد تكون مستحيلة ، ومن الصعب تحقيق أهداف القمة لعدة اعتبارات وأسباب منها :
اولاً: جميع القرارات والقوانين الدولية الصادرة من الأمم المتحدة غير ملزمة للكيان الصهيوني بتطبيقها فيما يخص الحروب والحقوق المدنية وحماية المدنيين أثناء الحروب ، وبناء المستوطنات ، ومنها مايخص حقوق الشعب الفلسطيني وقرار حل الدولتين .
ثانيا : لايمكن اتخاذ قرارات قوية وفاعلة تكون محل إجماع عربي ضد الكيان الصهيوني وغالبية الحكام والامراء والرؤساء هم من المطبعين مع هذا الكيان .
ثالثا : دول المواجهة تعيش على المساعدات والمنح والديون مثل مصر والأردن لذا من غير الممكن أن تشن حكومات هذه الدول حرب أوتسمح بدخول قوات عسكرية عربية تريد المواجهة .
رابعا : من المؤكد إن قرارات العرب في هذه القمة غير ملزمة للكيان الصهيوني ولاتحترمها ، والعرب ليسوا في موقف قوي ليتم فرض قراراراتهم بل هم في أضعف الإيمان وادناه .
من يسمعكم وانتم تدعون لوقف اطلاق النار وتدعون إلى فك الحصار عن غزة ، ومن يعير اهتماما لطلبكم وانتم تدعون لإدخال المساعدات ومن يهتم لتوصياتكم وقراراتكم ويرتعب من خطاب قمتكم .
ونقول للدول المطبعة مع الكيان الصهيوني ؛من السهل جدا أن تتهموا المقاومة بالارهاب وهي تدافع عن وجود الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والاستقلال وتمنحون الحق للكيان الصهيوني الغاصب بالدفاع والرد بطريقة متوحشة بعيدة عن القيم والأخلاق والقوانين والأديان.
اما الجدوى من عقد قمة دولية على مستوى العرب سابقا ولاحقاً ومستقبلا هو لمناقشة خفض التصعيد في قطاع غزة وسُبل إيجاد حل للقضية الفلسطينية وكل هذه العناوين غالبا ماكنا نتابعها أو نقرأها في كل القمم العربية دون تحقيق تقدم ملموس بتطبيق توصيات هذه القمة أو تلك او التأثير للحصول على نتائج لصالح القضية الفلسطينية .