المصدر: النهار العربي
الرئيس الأميركي جو بايدن
قالت وكالة “بلومبرغ” اليوم، إنّ الرئيس الاميركي جو بايدن اطلع على ما يراه مستشاروه “خطة صينية لبناء منشأة عسكرية في عُمان”، وذلك في إطار جهد أوسع تبذله بكين لـ”تعميق الروابط الدفاعية والدبلوماسية مع الشرق الأوسط”، بحسب ما ذكره أشخاص مطلعون على الأمر.
وبحسب المعلومات المتوفرة، كشف “بلومبرغ” أنّ مسؤولين عسكريين صينيين ناقشوا هذا الأمر الشهر الفائت مع نظرائهم العُمانيين، الذين قيل إنهم منفتحون على مثل هذا الاتفاق. وقالت مصادر لـ”بلومبرغ” طلبت عدم الكشف عن هوياتها، إنّ الجانبين وافقا على مزيد من المحادثات في الأسابيع المقبلة.
ولم تستجب وزارة الخارجية الصينية لطلب التعليق، كما لم يستجب البيت الأبيض لطلبات عدة من أجل التعليق أيضاً، وذلك لم تستجب سفارة عُمان في الولايات المتحدة.
وافتتاح قاعدة في عُمان، سيكمل منشأة بكين العسكرية الأخرى في الخارج، التي تشير إليها باسم “مركز لوجستي” في جيبوتي شرق أفريقيا، لكن وزارة الدفاع الأميركية تقول منذ سنوات، إنّ الصين تريد بناء المزيد من منشآت اللوجستية العسكرية في الخارج بالمنطقة بما في ذلك الإمارات ودول أخرى في آسيا، وكذلك في تايلند وإندونيسيا وباكستان.
ولم يكن موقع القاعدة المحتملة أو ما ستضمه معروفًا على الفور، كما يُنظر أحيانًا إلى عُمان على أنّها سويسرا الشرق الأوسط، نظرًا لاتباعها سياسة الحياد والتوسط بانتظام، بما في ذلك بين الولايات المتحدة وإيران.
وسعت السلطنة إلى الموازنة بين الحفاظ على شراكتها مع الولايات المتحدة وتعميق علاقاتها مع الصين، التي تستورد الجزء الأكبر من إنتاجها النفطي.
واستثمرت الصين أيضًا في المرحلة الأولى من المنطقة الاقتصادية الخاصة لعُمان في دقم، التي ستكون موقع أكبر منشأة لتخزين النفط في الشرق الأوسط.
وستمثل قاعدة في عُمان تحديًا للولايات المتحدة، التي تشرف قيادتها المركزية على القوات المتمركزة في المنطقة، بما في ذلك في الكويت والبحرين وقطر والسعودية والإمارات.
وفقًا لبيانات المشروع الأمني الأميركي، كانت عُمان أول دولة في الخليج العربي تتشارك عسكريًا مع الولايات المتحدة، بتوقيع اتفاقية وصول في عام 1980.
وتقع عُمان بالقرب من مضيق هرمز، واحدة من أهم ممرات الشحن للنفط والغاز الطبيعي المسال، ويصبح المضيق بؤرة تركيز كلما اشتدت التوترات مع إيران.
تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي عززت فيه الصين مشاركتها الدبلوماسية في المنطقة، بما في ذلك قبل فترة طويلة من الهجوم الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وساعدت بكين قبل اشهر في التوصل إلى هدنة مؤقتة بين إيران والسعودية، بعد سنوات من الجمود الدبلوماسي بين الخصمين التاريخيين، كما أجرت الصين مناورات بحرية مشتركة مع إيران وروسيا في مضيق هرمز في نفس الوقت تقريبًا.
ساعد القلق إزاء تزايد نفوذ الصين في الشرق الأوسط في دفع الجهود الأميركية للحفاظ على حلفائها التاريخيين في جانبها، والخطط لأنشاء ممر تجاري بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، المعلنة في قمة مجموعة العشرين، هي جزء من ذلك الجهد الأوسع لخلق بدائل للصين.