يستعد النواب الأميركيون لمغادرة واشنطن لمدة أسبوعين من دون التصويت على دعم عسكري جديد لأوكرانيا التي يحتاج جيشها بشدة إلى الذخيرة لمواجهة القوات الروسية.
وخلال مؤتمر صحافي عقده الأربعاء، قال رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون إن هناك العديد من السيناريوهات قيد الدرس بشأن هذه المسألة المثيرة للخلاف، مثل فكرة تقديم قرض لكييف بدلا من الهبات أو استخدام أصول مجمدّة لأغنياء روس.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن بلاده في حاجة ماسة إلى الدعم لتجديد مخزون الذخيرة، معربا عن أمله أن تقر الولايات المتحدة حزمة بقيمة 60 مليار دولار تنتظر موافقة مجلس النواب.
لكن جونسون، حليف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قاوم الضغوط للسماح بالتصويت على الحزمة التي تتضمن أيضا مساعدات لإسرائيل وتايوان.
وقال الأربعاء: “نحن ندرس عددا معينا من السبل” بدون أن يقدم أي جدول زمني أو تفاصيل في شأنه.
وفي نهاية الأسبوع، سيغادر أعضاء البرلمان في مجلسَي النواب والشيوخ واشنطن لعطلة مدتها أسبوعان بدون المصادقة على أموال جديدة، ولن يستأنفوا العمل قبل 8 نيسان (أبريل).
“تضييع وقت” وأكد النائب الديموقراطي آدم سميث لوكالة فرانس برس أن مايك جونسون “يجب أن يتوقف عن تضييع وقتنا في سيناريوهات خيالية تمت مناقشتها بين الجمهوريين لكنها لن تتحقق أبدا. كلما طال الوقت، ارتفع عدد الضحايا الأوكرانيين”.
ولم ترسل الولايات المتحدة، الداعم العسكري الأول لأوكرانيا، أي مساعدة كبيرة لكييف منذ كانون الأول (ديسمبر) 2022.
وقال زيلينسكي الاثنين: “من المهم جدا بالنسبة إلينا أن ينجز الكونغرس سريعا كل الاجراءات اللازمة ويتخذ قرارا نهائيا”.
وكثف الرئيس الأوكراني رحلاته إلى واشنطن في الأشهر الأخيرة، لكن من دون جدوى.
وتعاني أوكرانيا التي أُنهكت بالغزو الروسي المستمر منذ عامين، في مواجهة الجيش الروسي المتفوق في العديد والعتاد. وفي الأسابيع الأخيرة، تقدمت القوات الروسية في مناطق عدة على الجبهة في شرق أوكرانيا.
ورغم ذلك، قدّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن “المساعدات الأميركية ستصل”.
وأضاف: “يتعلق الأمر بالثقة في قدرة الولايات المتحدة على دعم الدول التي تحترم القواعد والمبادئ نفسها التي تدافع عنها الولايات المتحدة في كل أنحاء العالم”.
مواجهة لا تستبعد أوكرانيا الفكرة التي طرحها دونالد ترامب بتوفير هذا الدعم على شكل قروض وليس هبات، لكنها تقول إنها تحتاج إلى تفاصيل إضافية.
في الواقع، يعارض الرئيس السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر)، المصادقة على مساعدات جديدة لكييف، مبررا ذلك بأن على الولايات المتحدة أن “تتوقف عن تقديم الأموال بدون أمل في استردادها”.
ويؤكّد أنه في حال إعادة انتخابه، سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا “خلال 24 ساعة” من دون أن يوضح كيف سيقوم بذلك.
وطلب الرئيس الديموقراطي جو بايدن، المرشح أيضا لانتخابات تشرين الثاني، من الكونغرس الأميركي مجددا خلال خطاب رسمي في 7 آذار (مارس)، الإفراج عن هذه المساعدات.
وفي سياق الانتخابات الرئاسية، تحولت هذه المسألة إلى مواجهة حقيقية بين المرشحَين اللذين سيتواجهان في 5 تشرين الثاني.
أعضاء الكونغرس الأميركي يبدأون عطلة مدتها أسبوعان بدون اتفاق بشأن أوكرانيا
التعليقات معطلة.