معتز أحمد إبراهيم
تفاعل الخلاف على الساحة اللبنانية بين الرئيس ميشيل عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما احتدام الصراع في العراق على “كعكة” إعادة الإعمار.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، تتواصل الزيارات الميدانية لقيادات شيعية إلى جنوب لبنان في ظل صمت رسمي، بينما تتواصل الاجتماعات السرية بين بغداد وأربيل لحل الخلافات.
خلاف عون وبري
اتخذ الخلاف المتمادي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، حول ملف مرسوم إعطاء أقدمية لضباط من دورة 1994 أبعاداً تهدد بتفاقمه بعد إعلان عون.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن كافة الشواهد تشير إلى تعاظم هذا الخلاف خاصة وأن “النقاش الدائر حالياً لا يتعلق بحقوق العسكريين إنما بصراع سياسي على مواضيع أخرى”.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الجمعة، إن الصراع بين الرجلين تبدى في مرحلة الانتخابات الرئاسية مع رفض بري تبني ترشيح عون للرئاسة رغم تمسك حليف الطرفين “حزب الله” بهذا الترشيح.
ونبهت الصحيفة إلى أن الصراع عاد وخفت مؤخراً بعيد الأزمة السياسية التي دخلت فيها البلاد على خلفية إعلان رئيس الحكومة استقالته قبل التراجع عنها في وقت لاحق. وكانت مواقف عون وبري منسجمة إلى حد كبير خلال الأزمة ما صوره البعض “شهر عسل” بينهما، لم يدم طويلاً.
وكشفت الصحيفة، أن ميليشيا حزب الله لم تتدخل بعد للملمة الوضع وحل الأزمة بين حليفيه، مشيرة إلى أن “حزب الله” لا يقوم حالياً بأي وساطة كما يرفض تماماً التعليق على الموضوع لعدم الدخول في سجال يحوله طرفاً في الإشكال.
إعادة أعمار العراق
رصدت صحيفة الحياة اللندنية ما وصفته باحتدم الصراع على “كعكة إعمار” العراق وعدد من المناطق الأخرى التي تحررت من داعش.
وأشارت الصحيفة إلى احتدام الصراع بين القوى السياسية خاصة مع وجود اتهامات متبادلة بينها تتعلق بالاستيلاء على أموال وإهدار أموال الإعمار وتوجيهها إلى جهات أخرى.
وقال عدد من المراقبين للصحيفة، إن ما وصفوه بـ”كعكة الإعمار” قد يكون أهم سبب لاحتدام الصراع في المدن السنية قبل الانتخابات.
وتقدر جهات محلية ودولية نقلت الصحيفة تصريحاتها كلفة الإعمار بنحو 150 بليون دولار، ومن المنتظر أن يوفر العراق بعضها من مانحين دوليين إضافة إلى فتح أبواب الاستثمار.
وكشفت الصحيفة عن أبرز المتصارعين لنيل “كعكة إعادة الإعمار”، مقسمة إياهم إلى ثلاث أقسام، الأول يمثل أحزاباً دخلت في أحلاف مع قوى سياسية في بغداد وميليشيا “الحشد الشعبي”، وشارك بعضها في المعارك باسم “الحشد العشائري”. والثاني عبارة عن قوى نشطت خلال مرحلة داعش وسط النازحين، خصوصاً في إقليم كردستان، وهي خارج العملية السياسية. والثالث مكون من أطراف وأفراد وشخصيات ورجال أعمال يطمحون إلى نيل حصة من عملية الإعمار.
جنوب لبنان
لم تكد تهدأ عاصفة زيارة زعيم ميليشيا عصائب “أهل الحق” العراقية قيس الخزعلي، إلى جنوب لبنان رفقة عناصر من ميليشيا “حزب الله”، حتى أطل زعيم ميليشيا “لواء الإمام الباقر” الشيعية السورية الحاج حمزة الملقب بـ”أبوالعباس” ليثير الضجة مجدداً.
وقالت صحيفة العرب اللندنية إن مصادر إعلامية تابعة إلى “لواء الإمام الباقر” نشرت مؤخراً صوراً لقائد اللواء “أبوالعباس”، أثناء جولة له يعتقد أنها جرت قبل أيام قليلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وكشفت الصحيفة أن إيران تعتمد في تغلغلها بالعمق العربي على تشكيل ميليشيات من أبناء المناطق التي اخترقتها بعد نجاح نموذج ميليشيا “حزب الله” التي شكلتها في 1982 في لبنان، واليوم لديها العشرات من الميليشيات في العراق وسوريا.
ويرى مراقبون تحدثوا إلى الصحيفة أن الجولات المتواترة لقيادات عسكرية شيعية تابعة لإيران في جنوب لبنان تشكل إحراجاً كبيراً لحكومة سعد الحريري الذي كان قد عدل عن استقالة تقدم بها في نوفمبر (تشرين ثاني) الماضي على أساس التزام ميليشيا “حزب الله” خصوصاً بمبدأ “النأي بالنفس”.
وقال المراقبون، إن ميليشيا حزب الله وإن خفضت في الفترة الأخيرة من تصريحاتها النارية المستهدفة لدول عربية بعينها، إلا أنها تواصل خرق المبدأ المتفق عليه ميدانياً وهذا أخطر، فإلى جانب استمرارها الحضور في جبهات القتال الإقليمية، حوّلت جنوب لبنان إلى صندوق بريد تستخدمه إيران لإرسال رسائلها “الملغمة” لخصومها.
اجتماعات سرية بين بغداد وكردستان
كشف القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار، عن “اجتماعات سرية ومعلنة جرت على مدار الأسبوع الحالي بين حكومة إقليم كردستان، والحكومة الاتحادية في بغداد تمهيداً لحل الخلافات والقضايا العالقة بين الجانبين”.
ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن بختيار قوله، إنه “خلال الأسبوع الحالي كانت هناك اجتماعات مختلفة سرية ومعلنة حملت مؤشرات تبعث على الأمل”.
وأضاف بختيار بحسب الصحيفة، أن ما أعلمه عن تلك الاجتماعات أن بغداد جاهزة بشكل جيد للحوار، وفي المقابل حكومة إقليم كردستان تعمل على تهيئة الأجواء في هذا المجال.
وأوضح بختيار أن وفد برلمان إقليم كردستان سيزور بغداد، مضيفاً أنه وبشكل رسمي فلن يكون هناك أي قتال أو مصادمات بين القوات العراقية والبشمركة.