نصر عبده
يعتبر الإعلام العسكرى المصري، فرعًا متخصصًا فى مجالات الإعلام العام، وإحدى أدواته المهمة، فهو يعبر عن الدور الذى تقوم به القوات المسلحة من أجل تنفيذ الهدفين السياسى والعسكرى للدولة، ودعم الفكر الحربى لدى قوى الشعب وقواته المسلحة، وكذا مواجهة الدعاية المعادية من القوى الخارجية المناهضة للدولة.
وتعد إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، إحدى إدارات وزارة الدفاع، والتى كانت تسمى سابقًا إدارة التوجيه المعنوى للقوات المسلحة، مصدرًا للنشرات والمجلات العسكرية التى توزع على العسكريين، كما تعد الواجهة الإعلامية للقوات المسلحة والتى يصدر عنها أى خبر رسمى يتعلق بها، كما تمثل الملجأ الإعلامى للصحفيين للحصول على آخر أخبار القوات المسلحة.
والإدارة هى المسئولة عن المراكز الإعلامية والنفسية للقوات المسلحة والتى تختص بعدة مهام منها: التأمين النفسى لأفراد القوات المسلحة لحمايتهم من أى انحراف، وتقديم التوصيات حتى يكون جميع الأفراد فى حالة معنوية جيدة ولا تؤثر على أدائهم القتالي، كما تقوم بإجراء دراسات تساعد القيادة العامة على تحديد المؤثرات السلبية والإيجابية قبل أو بعد اتخاذ أى قرار، وتعاون فى تنمية المهارات والقدرات الذهنية والقيادية للقيادات فى المستويات المختلفة وخاصة ذوى المهام الخاصة، وتعاون أيضًا فى عملية الاختيار السليم للقيادات والأفراد لتولى المناصب عن طريق التوصيف الوظيفي.
وتضطلع إدارة الشئون المعنوية بالعديد من المهام منها، عقد الندوات التثقيفية والعلمية لضباط وأفراد القوات المسلحة، وبث الثقة فى المؤسسة العسكرية، وتحفيز المواطنين على المشاركة فى المهام والواجبات الوطنية، كما أنها ألقى على عاتقها العديد من المهام الجسيمة بعد ثورتى ٢٥يناير و٣٠ يونيو والبدء فى تنفيذ المشروعات القومية الكبرى منها إعداد وتجهيز الفاعليات الخاصة بافتتاح جميع المشروعات القومية، وإعداد المؤتمرات الكبرى مثل مؤتمر الشباب، علاوة على إعداد وتجهيز احتفالات مصر والقوات المسلحة الكبرى، مثل الاحتفال بذكرى ثورة ٣٠ يونيو من خلال توثيق الإنجازات ونشر التقارير والصور وإذاعة عدد من الأفلام الوثائقية و«البروموهات» والأغانى الوطنية المرتبطة بهذه المناسبة الوطنية العظيمة.
وفى عصر تلعب فيه المعلومات دورًا محوريًا وأساسيًا، وتزداد فيه وتيرة حرب الشائعات، زادت المسئولية على إدارة الشئون المعنوية، وباتت المهام الملقاة على كاهل رجالها جسامًا، وأصبح كل من ينتمى لها يعمل ليل نهار من أجل إخراج الصورة بكل تفاصيلها، وتعريف الجميع بما يدور فى مصر، وبما يجرى على أرضها من إنجازات.
وتتبنى إدارة الشئون المعنوية استراتيجية شاملة ومتكاملة للوعى اعتمادًا على الصدق والشفافية وعرض ملامح الواقع على الأرض دون مساس بالحقيقة الواضحة من خلال أدوات عصرية تواكب التطور فى وسائل الإعلام العالمية فى المضمون والتقنية.
وتمثل إدارة الشئون المعنوية بإمكانياتها وقيادتها الواعية عمود الزاوية خلال هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر، لذلك جاءت جهودها المتميزة التى صنعت الفارق فى إمداد وسائل الإعلام بالحقائق والأفلام التسجيلية التى تتناول الإنجازات والمناسبات القومية والمشروعات القومية بشكل موثق.
وتؤدى إدارة الشئون المعنوية دورها الوطنى باحترافية عالية وتميز فى وقت تحتاج فيه مصر إلى جهود مؤسساتها الشريفة وأبنائها المخلصين، حتى يتكاتف الجميع من أجل نهضة وطنهم وتقدمه.
والحقيقة التى لا ينكرها أحد، أن رجال وأبطال إدارة الشئون المعنوية، يستحقون بلا منافس لقب «الجندى المجهول» فى القوات المسلحة، فلا يوجد فاعلية يراها المشاهد على الهواء مباشرة، أو يقرأ عنها، أو يسمع تفاصيلها إلا ورجال إدارة الشؤن المعنوية لهم اليد الطولى فى ظهورها بالشكل المشرف واللائق بمصر.
هذا الشكل المشرف، وهذا الإخراج اللائق، يخفى وراءه ساعات بل أيام عمل متواصلة، فمن الممكن بل ما يحدث بالفعل أن يعمل بطل من أبطال الشئون المعنوية أيامًا متواصلة دون انقطاع، لا يرى فيها بيته ولا أسرته ولا يعيش فيها حياة طبيعية مثل الكثير منا، وكل ما يفعله خلالها العمل فقط من أجل نتيجة مضمونة لا تقبل الخطأ أو الاحتمالات.
الفاعليات والأحداث التى تشارك فيها إدارة الشئون المعنوية كثيرة، ومترامية الأطراف، فى القاهرة، وفى سيناء وفى صعيد مصر، وفى دلتاها، فى كل مكان شارك هؤلاء الرجال حتى تظهر صورة مصر ومشروعاتها وإنجازاتها بثورة يفخر بها كل مصري.
ولما كان الإعلام بصفة عامة هو الصانع الرئيسى للرأى العام، والموجه القوى لعقول الجماهير وتوجهاتهم فى وقتنا الحالي، بعد أن أصبحوا محاطين بوسائله من كل الجهات، وبكل الوسائل المكتوبة والمسموعة كالإذاعة والتليفزيون، والمواقع الإلكترونيّة المختلفة التى أصبحت مُتاحة بفضل انتشار الإنترنت والتقدم التكنولوجى الهائل، كان لابد من دور قوى للإعلام العسكرى حتى يشارك فى صنع الرأى العام فيما يخصه، فيوثق الحقيقة أمام الجمهور أو ينفى الشائعات فى أحوال كثيرة قد يلتبس فيها النور بالظلام والحق بالباطل.
أتذكر أن وسيلة إعلامية نشرت خبرًا أثناء حفر قناة السويس الجديدة مفاده غرق ٢٠٠ شخص ممن يشاركون فى عملية الحفر، وأثار هذا الخبر بلبلة على نطاق واسع، وأدى إلى إثارة الرأى العام، ووقتها هاتفت اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والذى نفى الخبر جملة وتفصيلًا، ثم خرج بيان عن الإعلام العسكرى ليوضح كذب ما نُشر فى هذا الشأن.