قالت شبكة “سي إن إن” في تحليل نشرته الأربعاء إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الانضمام أو عدم الانضمام إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران “محاط بمجموعة من الحقائق المتناقضة وغير المفيدة”.
وذكرت الشبكة أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية نفسها قدّرت أن إيران قد تحتاج حتى ثلاث سنوات لصنع سلاح نووي قابل للاستخدام، بينما تزعم إسرائيل، دون أن تقدم أدلة، أن طهران تسابق الزمن لصناعة قنبلة خلال فترة زمنية أقصر بكثير. وأضافت: “كلا التقييمين لا يمكن أن يكونا صحيحين معاً”.
وأشارت “سي إن إن” إلى أن إسرائيل أظهرت خلال الأيام الخمسة الماضية “فهماً دقيقاً لمواقع البنية التحتية الأمنية الإيرانية واستغلت ذلك بشكل قاتل ووحشي”، لكنها لفتت في المقابل إلى أن “قدرات الاستخبارات الأمريكية في جمع المعلومات لا مثيل لها عالمياً”.
وقالت الشبكة: “قرار ترامب سيتأثر بحقائق متناقضة ومبررات متضاربة”، متسائلة: “لماذا تضرب دولة قدّر جواسيسك، حتى قبل بدء هذا الصراع، أنها لا تقترب من تصنيع قنبلة نووية؟ ولماذا تنجر إلى حرب بهدف وحيد هو إيقاف شيء تقول أجهزتك الاستخباراتية إنه غير وشيك؟”
وأضافت الشبكة أن الانضمام إلى الجهد الإسرائيلي “ينطوي على تحديات خاصة”، فبينما يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن إيران تسعى سراً لتطوير سلاح نووي قابل للاستخدام، فإن مجرد توجيه ضربة واحدة لموقع “فوردو” المحصّن، لن يكون كافياً.
وقالت: “إذا كان هذا الادعاء صحيحاً، فإن إيران منخرطة في برنامج سري لن يتأثر بضربة واحدة، بل سيتطلب سلسلة من الهجمات ضد أهداف متعددة ومخفية”.
وحول الخيار العسكري الأمرdكي، قالت “سي إن إن” إن “إمكانية استخدام قنبلة GBU-57 الخارقة للتحصينات ضد منشأة فوردو النووية ليست مضمونة النتائج”.
وأضافت: “رغم أن اختبارات سابقة أشارت إلى إمكانية نجاحها، بحسب تقرير لنيويورك تايمز في عام 2019، فإن ترامب قد يتردد في خوض حرب بناءً على فرضية (ربما)”.
وتابعت الشبكة بالقول إن “الكابوس الأسوأ الذي يواجه ترامب” هو أن تنضم الولايات المتحدة إلى الهجوم الإسرائيلي، وتقوم بتدمير فوردو، ثم تكتشف لاحقاً أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال قائماً، ما يدفع طهران إلى المضي قدماً وبشكل علني نحو امتلاك سلاح نووي بدافع البقاء.
وأشارت “سي إن إن” إلى أن “الاستخبارات الإسرائيلية أثبتت دقتها المذهلة خلال الـ18 شهراً الماضية”، لكنها نبهت إلى أنه “حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فشلت في اكتشاف الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس”، وقالت: “لا شيء مضمون، وهذا ما ينبغي أن يؤرّق تفكير ترامب الآن”.