مهد تصريح رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، حول رفض بلاده الصفقة التي أبرمت بين حزب الله وتنظيم داعش برعاية النظام السوري، والتي قضت بنقل عناصر التنظيم من الحدود اللبنانية السورية إلى الحدود العراقية السورية، الطريق للعديد من الانتقادات التي تصاعدت مطالبة العبادي برفض الصفقة والمطالبة بإلغائها.
واعتبر ائتلاف الوطنية العراقية أن سحب داعش إلى الجانب العراقي يمثل خطرا مباشرا على العراق.
بدوره حذر النائب محمد الكربولي، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية من تلك الصفقة على أمن العراق. وقال إن صفقة حزب الله مع داعش كشفت أن التنظيم تدعمه دول، وليس المكون السني في العراق. ودعا رئيس الوزراء العراقي إلى أن يكشف أمام الشعب عمن هو صديق العراق، ومن هو العدو الحقيقي.
من جانبه، أكد سعد الحديثي، المتحدث باسم الحكومة العراقية أن الأخيرة تجري اتصالات مع النظام السوري بشان اتفاقية حزب الله وداعش.
وأضاف أن الحكومة ترفض هذه الصفقة أو المساس بأمن المدن العراقية من خلال وجود عناصر التنظيم في منطقة البوكمال الحدودية.
من جهته عبر مجلس أمن اقليم كوردستان، عن قلقه من الاتفاق بين حزب الله اللبناني والنظام السوري ومسلحي داعش، مطالباً الاطراف المعنية بالمنطقة بموقف منه، واصفاً الاتفاق بـ”المشبوه”.
وقال بيان لمجلس امن اقليم كوردستان، انه بموجب اتفاق بين ارهابيي داعش وحزب الله اللبناني والنظام السوري، ترك المئات من مسلحي داعش المناطق الحدودية اللبنانية وتم نقلهم مع اسلحتهم الى المناطق الحدودية العراقية.
وعبر المجلس عن قلقه من هذا الاجراء معتبراً اياه “تعاملاً مشبوهاً” تحمل العديد من التساؤلات، عبر عن الامل في اتخاذ كل الاطراف المعنية بالمنطقة موقفاً جدياً منه.
يذكر أن الحدود السورية العراقية تمتد من فيشخابور شمالاً إلى معبر الطويل جنوباً إلى أكثر من ستمئة كيلومتر، وهي بمعظمها أراضٍ قاحلة غير مؤهولة خالية من الطرق الدولية، وبالتالي يصعب السيطرة عليها وخاصة مع سيطرة داعش لفترة طويلة من الزمن على النقاط الحدودية والرسمية، وهو ما مكنه أيضا من تأسيس خطوط تهريب خفية عصية على السلطات.
أما المناطق الحدودية من الجهة السورية فهي الحسكة في الشمال ودير الزور في الوسط وحمص في الجنوب.
وأما أكثرها خطورة على الأمن العراقي فبطبيعة الحال هي مناطق نفوذ تنظيم داعش في دير الزور، والتي هي امتداد طبيعي لمحافظة الرقة حيث المعارك المستمرة ضد التنظيم من قبل وحدات حماية الشعب الكوردية والمدعومة من الولايات المتحدة.
وقد أجبرت المعارك هناك عشرات من مسلحي داعش إلى الانتقال إلى المناطق الحدودية مع العراق، بعد تضييق الخناق على التنظيم من الشمال والغرب.
وبالتالي فإن وصول المزيد من عناصر داعش إلى منطقة دير الزور من الذين تم نقلهم من الجرود اللبنانية بالاتفاق مع حزب الله، سيسمح لتنظيم داعش بإعادة ترتيب صفوفه في المحافظة الاسترا