النصرُ على (داعش) لم يكتمل بعد

1

 
كتب / انيس الأنصاري…
 
بالرغم من انتهاء المواجهات المباشرة مع ( داعش ) وتحرير بعض مدننا من قبضة عصاباتها ومجرميها ، الاّ أن النصرَ على هذه المنظمة الارهابية لم يكتمل بعد لأسباب كثيرة لابدّ أن ندرسها دراسة جادة والتعامل مع الواقع الملموس بدقة متناهية من أجل وضع الحلول اللازمة للوصول الى النصر النهائي المطلق . والموضوع ليس صعباً رغم تعقيداته وتشعباته ، بلْ يحتاجُ الى من يملك الشجاعة الكافية والقدرة الفائقة والعقلية الناضجة لوضع النقاط فوق الحروف ، ومواجهة الأمر بمنتهى المسؤولية حتى وان اعترض المعترضون وطبّلَ المطبلون وانبطحَ المنبطحون . فمصلحة البلد وأمنه فوق جميع الاعتبارات . وليس من المعقول أن يستمرَ نزيف الدم والدمار والخراب والتهديد والتهجير والرعبُ والخوفُ دون الوصول الى النهاية الحتمية التي تريح الوطن والمواطنين . وليس من المعقول أن ما قدمه العراق في معارك التحريرمن تضحيات بشرية ومادية يذهبُ سدىً . وليس من المعقول أن تبقى هذه اللعبة القذرة تتأرجحُ في مستنقعاتها ما بين المدّ والجزر . وأكثر النقاط أهمية لتحقيق النصر النهائي على ( داعش ) وعلى الفكر المتشدد المتطرف هي :
 
أولا : مراقبة الخطاب الديني في المساجد والجوامع وفي الأماكن الأخرى، والتصدي بحزم لمن يحاولُ استغلال المنابر الدينية لتحريض طائفة ضد أخرى ، والحث على استخدام العنف والتمرّد . فهذا الخطاب لهُ التأثير البالغ في نفوس الكثير من أبناء الوطن الواحد للتخندق خارج الخنادق الوطنية وخارج السلم المجتمعي . مع العلم أن هذا الخطاب ما يزال يعملُ بقوة هنا وهناك من أجل اعادة الأوضاع الى المربع الأول .
 
ثانيا : مواجهة المحسوبين على العملية السياسية اللذين لا يروق لهم أن ينتهي الصراع الطائفي أوالمذهبي أوالعرقي وأن تستقر الأوضاع نهائيا . لأن وجودهم السياسي وتسنمهم المناصب العليا مرهونٌ باستمرار الفوضى وعمليات الكرّ والفر . ولهذا فهم بين الحين والآخر يحاولون زعزعة الاستقرار وخلق الأزمات في أماكن متفرقة من أجل ألاّ تسكت طبول النزاعات المسلحة التي لو سكتت نهائيا لن يكون لهم مستقبلٌ في العملية السياسية وريعها.
 
ثالثا : تقوية أجهزة الاستخبارات وتأهليها فنيا للكشف عن جميع الحواضن التي ما تزال تقدم المأوى الآمن والدعم والاسناد لفلول الارهاب الداعشي في أماكن متفرقة من البلد . مع وجوب غربلة هذه الأجهزة من الشوائب التي ينتجُ عن تصرفاتها نتائج عكسية مضرة .
 
رابعا : لابدّ أن تكون السياسة الخارجية للعراق بالمستوى المطلوب الذي يجعلها قادرة على التحرّك بكفاءة عالية على المحيط العربي والاقليمي وعلى المجتمع الدولي من أجل قلب المعادلات المغلوطة واعادتها الى اتجاهها الصحيح ، ومن ثم كسب النتائج الفعلية التي تساعد العراق على تحقيق الانتصار النهائي على جميع المنظمات الارهابية المتطرفة .
 
خامسا : تنشيط منظمات المجتمع المدني و تفعيل أدوارها وبرامجها لدفع المواطنين بكل أطيافهم وألوانهم للتعايش السلمي ، ونبذ كلّ الأشياء التي من شأنها أن تؤدي الى التناحر والتفرقة والاقتتال . وتهيئة الأجواء المناسبة لتقوية الأواصر الوطنية بين أبناء أبناء الوطن الواحد . ولنجاح هذه المنظمات في عملها يجبُ ابعادها تماماً عن كلّ أشكال المحاصصات السياسية أو المجتمعية أو ما شابه .
 
سادسا : سحب البساط من المتعكزين على عكازات فئوية ، الذين يحاولون ايهام البعض من المواطنين أنهم مهمشون وليس لهم حقوق في هذا الوطن . وذلك عن طريق تحقيق مبدأ العدالة وتوفير ما يمكن توفيره لأبناء الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه دون تمييز بين هذه الفئة أو تلك .

التعليقات معطلة.