كشفت صحيفة “هارتس” الاسرائيلية , الأربعاء, عن عدم تسجيل أي إنجاز سياسي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان, فيما أكدت أن الاخير صاغ حق اليهود في دولة بنفس الكلمات التي استخدمها وزير الخارجية البريطاني الراحل “آرثر جيمس بلفور” قبل مائة عام.
وكان ابن سلمان قد اعتبر, أول أمس الاثنين, في المقابلة التي نشرتها مجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية، إن “للإسرائيليين، على غرار الفلسطينيين، الحق في أن تكون لهم أرضهم»، مؤكدا أن السعودية تتقاسم مصالح كثيرة مع (إسرائيل)، وستتعاظم في حال التوصل إلى سلام في المنطقة، فيما اعتبر أنه “ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود دولة (إسرائيل)”.
وقال محلل الشؤون العربية في الصحيفة ستيفن برئيل في مقال أطلعت عليه وكالة/ المعلومة/ إن “أبن سلمان ذهب أبعد من تبعات اتفاق سلام أو الاعتراف بدولة، ووصل حد الاعتراف بشرعية إسرائيل”, واصفاً ولي العهد السعودي بأنه “أول زعيم عربي يعترف بحق الإسرائيليين بدولة قومية في وطنهم”.
وأضاف أن “من ينفعل من حقيقة أن ولي العهد هو الزعيم العربي الأول الذي يعترف بحق الإسرائيليين بدولة قومية، عليه أن يتوجه إلى المبادرة العربية، التي تنص على أنه مقابل الانسحاب الشامل من كافة الأراضي المحتلة، بما في ذلك الجولان السوري، فإن الدول العربية تلتزم بتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها”.
وأوضح برئيل, أن “هناك دولاً عربية اعترفت بوجود (إسرائيل)، ولكن لم تعترف بشرعيتها”، مبيناً أن “اتفاق سلام والاعتراف بدولة ليسا مصطلحين متطابقين”.
وأشار إلى أن “نوعية التعاون بين (إسرائيل) والسعودية يمكن معاينتها على خلفية العداء المشترك لإيران”, مؤكداً أن “التقارير حول التعاون الأمني بين الطرفين باتت تنشر علانية، حيث التقى ولا يزال يلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين مع ممثلين سعوديين، بسبب المصالح المشتركة للطرفين”.
واعتبر برئيل, أنه “لا يوجد لدى السعودية أية مشكلة في التعاون مع (إسرائيل) حتى بدون اتفاق سلام معها”.
وأكد الكاتب الإسرائيلي, أن “أبن سلمان لم يُختبر بمعارفه في التاريخ أو بإنجازاته في مجال حقوق الإنسان, أما في مجال قدراته السياسية فمن الصعب تسجيل أي إنجاز سياسي له، سواء في حربه الفاشلة في اليمن والتي لم يشأ التحدث عنها، أم في محاولته إحلال نظام جديد في لبنان، أم في تراجعه في سورية، لدرجة أنه أوضح أن بشار الأسد سيظل في الحكم خلافا للمواقف التقليدية للسعودية”.
وتابع, أنه “يجب أن نتمنى النجاح لبن سلمان، وذلك لأنه لا يزال هناك دور كبير للسعودية في صياغة سياسة داعمة للغرب في الشرق الأوسط، وهي قادرة على إخضاع أطراف عربية وغربية إذا اقتضى الأمر, ولكن من يرى في تصريحات بن سلمان إشارة إلى أن علم (إسرائيل) سوف يرفرف قريبا في الرياض، فعليه أن يفحص أيضا ما إذا كان للسعودية شريك في (إسرائيل)”.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان, قد اعترف, الاثنين الماضي, في مقابلة صحفية مع مجلة “ذا اتلانتيك” الأمريكية, بحق الشعب اليهودي في إقامة دولة على أرض فلسطين (ما قبل حدود 1967 التي سبق أن استولت إسرائيل عليها)