كتب /قاسم العجرش ….
الوخز بالإبر علاج طبي؛ أثبت فاعليته في علاج الكثير من الأمراض في الصين، وثمة من يدعي هنا في بلادي، أنه متخصص في هذا العلاج، واحسب نفسي واحدا منهم!
الصراحة التي اكتب بها؛ نوع من هذه العلاجات المزعجة للساسة، وهي أشد إزعاجا؛ لبعض الساسة الذين يحسبون أني قريب منهم، لكني ما فتئت أؤكد أني قلم لا سلطان لأحد عليه.
سأحاول ترتيب الفكرة من أولها..!
إذ أن كل العمليات ألانتخابية التي مارسها شعبنا، قد خاضتها الكتل السياسية؛ على أساس المكونات القومية والدينية والمذهبية، وجرى ذلك؛ على خلفية تصميم العملية السياسية، من قبل مصمم ليس عراقي كما تعلمون، فأعتمد تصميما يخدم مصالحه، التي أبتدأت بتشكيلة مجلس الحكم.
بصرف النظر عن نجاح المخرجات من عدمه، لكن تلك العمليات كانت تمثل بالحقيقة؛ أستجابة لواقع معاش، يحاول جميع الساسة الهرب منه اليوم، بعضهم يهربون منه الى الأمام، والبعض الآخر يهرب منه الى الخلف.
ترحال القوى السياسية على خطوط أفقية؛ كان هو المشهد السائد في جميع العمليات الإنتخاباتية، التي كانت معالمها كافية لتحديد معالم المشهد المرتبك.
فيما عدا الكورد الذين يعرفون ما يريدون بالضبط، وبقوا على مواقعهم القومية الصارمة، وإن حصلت تغيرات، فإنها تبقى داخل البيت الواحد، وهي تعكس صراعات مصارين البطن الواحدة.
في الضفة المقابلة؛ فإن بقية القوى السياسية، على مختلف مشاربها، وتحت ضغط استحقاقات الوقت، وقلة التجربة، وعدم وضوح الأهداف والغايات، يعانون من أرتباك المشهد وأهتزاز الصورة.
ونستذكر هنا ما بعد البداية.
الائتلاف العراقي الموحد (169)؛ كان قويا وممسكا بتلابيب العملية السياسية، ثم ما لبث أن أصبح ائتلافين؛ هما الائتلاف الوطني العراقي، وائتلاف دولة القانون، بعدها كانت”حاجة” لإعادة التشكل مجددا، وأتضح أن هذه”الحاجة”، كانت “إحتياجا” قسريا، فرضته عوامل شتى، فتشكل تحالف جديد هو التحالف الوطني ، لكن ليس بقوة الائتلاف العراقي الموحد.
التحالف الوطني تشكل عمليا، عقب الإنتخابات البرلمانية السابقة وليس قبلها، وكان تشكله على أساس من تلاقي رؤى ومصالح؛ الإئتلاف الوطني العراقي وإتلاف دولة القانون.
مع تغيير خارطته السياسية، فإن التحالف الوطني مازال يستبطن مشكلاته، فقد حصل ترحال لقبائله بينيا بين باديتيه..وهاجرت من الائتلاف الوطني العراقي؛ ثلاثة قوى رئيسيه منه على الأقل بإتجاه دولة القانون، الذي لولا هذه الهجرة لكان مرعاه قفرا..
إئتلاف المواطن؛ نشأ كتحالف إنتخابي برلماني، وهو اليوم قد تفكك الى تحالفي الحكمة والمواطن النيابيين، بعد أن خرج السيد عمار الحكيم من المجلس الأعلى؛ إثر مشكلات مع هيئته القيادية، مشكلا تيار الحكمة الوطني، بجسم تنظيمي أساسه تجمع الأمل، الذي أسسه السيد الحكيم منذ عدة سنوات؛ والذي يبدو أن تأسيسه كان بوابة المشكلات، مع الهيئة القيادية للمجلس الأعلى!
إئتلاف”الفتح” برجاله الذين مازال تراب المعارك يعطر ثيابهم، هو كاسحة ألغام العملية السياسية، وسيكون له كلمته الفصل، فيما إئتلاف “النصر” الذي شكله العبادي؛ يحاول جاهدا أن يبني مجدا زائفا، وبعد أن ضم من كل زيق رقعة، في محاولة للسطو على الأنتصار الذي حققه الفتحاويين.
السُنة؛ وتحت وطأة خسارة وضع بيضاتهم في سلة داعش، يبحثون اليوم عن ثوب جديد، ربما لا يسعف الوقت الخياط لإتمامه، لذلك سيكون ثوبا مهلهلا مرقعا من كل زيق رقعة!
اليوم ؛ يبنى وبثبات واقع جديد؛ لا يمكن إلا الإقرار به، والاعتراف بتداعياته ومتطلباته..
كلام قبل السلام: الواقع هو أن خارطة قوى جديدة، يفترض أن ترسم تبعا لتغير موازين القوى، فما كان ضعيفا بات اليومل قويا، والذي كان في الصفوف الأولى، تراجع الى ذيل القائمة، والبقية معروفة لكم..!