“يحمي الشاي الجسم ضد مجموعة واسعة من الفيروسات، والأمراض الميكروبية”.. هذا ما كشفت عنه دراسة أجرتها الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، إذ تستجيب الخلايا المناعية، لدى الذين يشربون الشاي، خمس مرات أسرع.
محمود عبد الله عدوي

“الشاي” هو ذلك المشروب، الذي لا يخلو منه أي منزل، هو بمثابة الحصن والعلاج من الكثير من الأمراض. ليس ذلك فقط، فهو يقدم المزيد من الفوائد التي يحتاجها الجسم بأنواعها المختلفة، سواء كان الشاي أسود، أم أخضر أم أبيض.. فكوب واحد فقط منه يوفر لك الاسترخاء ويعمل على تحسين صحتك.

فوائد لا تحصى
تتنوع فوائد الشاي على الصحة، ما بين الوقاية من السرطان، وتقوية الجهاز المناعي، ويحمي الأسنان من التسوس، كما يعد عاملاً مساعداً في عملية الهضم، إضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى.
ويحتوي الشاي الأسود على مركبات تسمى “التانين” تملك القدرة على شن هجمات مضادة، أمام فيروسات الانفلوانزا، والإسهال بحسب الدراسة الأميركية التي أشارت إلى أن الشاي الأخضر تحديداً يحمل تركيزات عالية من المواد المضادة للتأكسد، والتي تساعد في تعزيز آلية الجهاز المناعي للجسم.
وحسب الدراسة ذاتها، تعمل مضادات الأكسدة التي يحتويها الشاي، على حماية الجسم من أعراض الشيخوخة، وتساعد في مكافحة الجزيئات الحرة التي تسبب تلف الخلايا السليمة.
وربطت الدراسة استهلاك الشاي بانخفاض خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، مثل سرطانات الثدي والبروستاتا والمعدة. وقال أطباء في الولايات المتحدة، إنهم طوروا كريماً للوقاية من سرطان الجلد والعنصر السحري فيه هو الشاي الأخضر، والمعروف بخصائصه المضادة للسرطان.

الشاي الأسود
“الشاي الأسود يقي من أمراض القلب، لأنه يحسن وظائف جدران الشرايين الدموية”.. ذلك أيضاً ما توصلت إليه دراسة أجراها باحثون في جامعة “بوسطن” الأميريكية، وذلك لاحتواء الشاي على مواد مضادة للأكسدة تعمل على منع الكوليسترول من إصابة الشرايين بالأضرار.
وأظهرت الأبحاث أن الشاي الأسود يحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية كما يحسن من تدفق الدم في الشرايين، ما يقلل من خطر الجلطات. وتساعد المواد المضادة للأكسدة، في الوقاية من أمراض الشريان التاجي، إذ يحتوي على مركبات الفلافونويد وكيرسيتين وكايمبفيرول وميريستين، وجميعها ترتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأزمات قلبية قاتلة.

العظام والشيخوخة
وكشف الباحثون في كلية الطب بجامعة “شو” في طوكيو، إلى أن معدلات الإصابات السرطانية قليلة بين الأشخاص الذين يعيشون في منطقة انتاج الشاي في اليابان، وقد تبين أنهم يشربون ما معدله 10 أكواب من الشاي الأخضر يومياً، وذلك لقدرة الشاي على قتل الخلايا السرطانية الموجودة في الفم.
وينصح الدكتور ديفيد بوتل، من جامعة “شيفلد”، من يعاني من التهابات حادة في المفاصل أن يكون شرب الشاي الأخضر عادة يومية، وسيشعر بفوائده مع الوقت. وأشار بوتل إلى فوائد الشاي المتعلقة بأمراض العظام، حيث أثبتت أن تناول الشاي يقي من هشاشة العظام، وأن تناول كميات من الشاي، يعطي الجسم قدرة وحيوية، خاصة في فصل الصيف.

الزهايمر والأسنان
وكشفت دراسة أميريكية، أجريت على رجال بدناء أن شرب الشاي الأخضر ثلاث مرات يومياً، يحرق 200 سعر حراري إضافي يومياً. وكذلك يخفض الشاي الأخضر مستوى السكر في الدم، والذي يعد مسؤولاً عن خزن الغلوكوز على شكل شحوم، ولذا فإن تخفيض مستوى السكر يخفض أيضا مستوى الشحوم المخزونة في الجسم.
“شرب الشاي بانتظام يحمي من الإصابة بانسداد في نسيج القلب العضلي”، حسب دراسة يابانية نشرتها صحيفة “لوجورنال سانتيه” الفرنسية. وكشفت نتائج الدراسة التي أجريت على 393 مريضاً يعاني الكثير منهم ضغط الدم، وارتفاع في نسبة الكولسترول ومن السكري، أن الأشخاص الذين يتناولون على الأقل كوباً واحداً من الشاي الأخضر، يومياً، ينخفض لديهم خطر الإصابة بانسداد نسيج القلب العضلي، بنسبة 42 في المائة، مقارنة بالذين لا يشربونه نهائيًا.
وكشف خبراء ألمان عن دراسات تجرى، حول الفوائد الصحية للشاي الأخضر، وتأثيره الإيجابي على أمراض مثل الزهايمر والتصلب المتعدد.
وتؤكد دراسة يابانية، أن الشاي يمنع تسوس الأسنان وأمراض اللثة وروائح الفم الكريهة. وكشفت الدراسة التي أجريت على نحو ألف مريض، كانوا يعانون من بعض الأعراض التقليدية، أن تناول فنجان من الشاي يحمي اللثة والأسنان، ويقاوم البكتيريا الضارة التي تسبب رائحة النفس الكريهة.
وأظهرت نتائج الدراسة، أن تناول الشاي الأخضر أو الأسود، بشكل منتظم، يحسن حالة المصابين، بنزيف اللثة، وتآكلها وتعمق الجيوب اللثوية، حيث يجعل الفم، بيئة غير ملائمة لنمو وتكاثر البكتيريا، لاحتوائه على نسبة عالية من معدن الفلورين، المفيد للأسنان من حيث تقوية بنائها.