امساكية رمضان.. تاريخها وسبب تسميتها

1

من طقوس شهر رمضان المبارك التي ترافقنا بشكل سنوي، هي الإمساكية التي تعتبر هي المنبه للصائمين فهي تحتوي على أيام الشهر الفضيل مع مواقيت الصلوات الخمس وموعد الإفطار وبدء موعد الصيام.

تاريخ امساكية رمضان وأصل التسمية

ويرجع أصل تسمية امساكية رمضان وفق ما يقوله وسيم عفيفي الباحث في التراث و رئيس تحرير موقع تراثيات اشتقاقاً من الكلمة العربية إمساك ؛ ويعني الإمساك توقف الصائم عن الأكل والشرب والجماع في نهار رمضان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
ويعود تاريخها لعهد محمد علي وقبل أن يفارق الحياة بعامين، عرفت مصر طريق امساكية رمضان في العام 1262 هجري الموافق سبتمبر من العام 1846 ميلادي؛ وجاءت تلك الإمساكية من مطبعة بولاق وكانت تُعْرَف بإمساكية ولي النعم.
جاء ذلك على أثر الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 التي مهدت الطريق حيث اكتسبت مصر من وجود الفرنسيين مميزات ومعارف كثيرة فرغم قيام الحملة الفرنسية بضرب الأزهر، فقد تأسس المجمع العلمي، وعرف المصريون من الفرنسيين تفاصيل الحضارة المصرية من حجر رشيد، وخبروا أصول الكتابة والنشر ليدخلوا في الطباعة التي بدأها الفرنسيون بمطبعتهم في مصر.

أول امساكية رمضان 

طبعت الإمساكية على ورقة صفراء ذات زخرفة بعرض 27 سنتيمتراً وطول 17 سنتيمتراً وكتب في أعلاها أول يوم رمضان الاثنين، ويرى هلاله في الجنوب ظاهراً كثير النور قليل الارتفاع، ومكثه خمس وثلاثون دقيقة ومرفق صورة محمد علي باشا.
وتواجد بالإمساكية جدول كبير به مواعيد الصلاة والصيام لكل يوم من أيام شهر رمضان بالتقويم العربي؛ وتم توزيع الإمساكية على كل ديوان من دواوين الحكومة، مع أمر لكل الموظفين بعدم الكسل والإهمال في العمل وعدم التراخي في توزيعها.

تطور امساكية رمضان

وقد تطورت امساكية رمضان من العشرينيات إلى الأربعينيات في القرن العشرين على صور وأشكال وأغراض مختلفة فكانت أول امساكية يتم توزيعها على سبيل الدعاية والإعلان امساكية مطبعة تمثال النهضة المصرية لصاحبها محمود خليل إبراهيم في شارع بيبرس الحمزاوي في رمضان من العام 1347 هجري الموافق فبراير من العام 1929 ميلادي.

وتم الاعلان في هذه الإمساكية عن: استعداد المطبعة لطبع كافة الكتب ثم انتقلت لمرحلة الإعلان التجاري عن المنتجات والبضائع على يد رجل الأعمال اليهودي داوود عدس، الذي طبع أول امساكية لسلسلة محلاته في رمضان سنة 1364 هجرية الموافق أغسطس من العام 1945، لكن اختلفت امساكية داوود عدس عن غيرها كون أنها كانت امساكية مرفقة بمعلومات الصيام وفضله وأسباب فرضه؛ وأسفل كل هذه المعلومات إعلان دعائي لمحله وتوفر البضائع فيه.

حيث تعتبر امساكية رمضان التي طبعها داوود عدس هي الملهمة لأغلب إمساكيات رمضان ذات الورق المتعدد حيث طور امساكية طُبِعَت من أحد تجار العطارة سنة 1356 هجري الموافق نوفمبر من العام 1937 والتي احتوت على أحكام الصيام والأدعية والآيات القرآنية وأذكار الصباح والمساء وأحكام زكاة الفطر بالإضافة للأجندة والمواعيد؛ ويكمن سر امساكية رمضان المطبوعة من محلات داوود عدس، أنها كانت توزع على المارة في الشوارع والمصلين في المساجد، فضلاً عن تطور الإمساكية وشكلها عاماً بعد عام

التعليقات معطلة.