والعراق الواقع بين القوتين المتنازعتين في الشرق الاوسط، السعودية وإيران، قد يشهد تحولا سياسيا بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 ايار الجاري.
وأثارت نتائج الانتخابات مخاوف من اندلاع توترات جديدة بالوكالة بين طهران والرياض اللتين تتواجهان بشكل غير مباشر حاليا في النزاعات الدائرة في اليمن وسوريا.
وحذرت مجموعة الأزمات الدولية من انه “باستخدامها نفوذها في العراق، يجب على الرياض مقاومة اغراء تحويل البلاد الى ساحة قتال جديدة في حربها الباردة مع طهران”.
وتحسنت العلاقات بشكل ملحوظ بين السعودية والعراق منذ العام الماضي بعد اعوام من الجفاء، اثر سلسلة زيارات بين مسؤولي البلدين واعادة فتح الحدود للمرة الاولى منذ 27 عاما واستئناف الرحلات التجارية. وتعهّد العاهل السعودي الملك سلمان في آذار الماضي للعراق بتمويل بناء ملعب جديد يتسع لـ100 ألف شخص.
وأكدت “الازمات الدولية” في تقريرها ان اهتمام السعودية الجديد “ينبع من الرغبة من مواجهة النفوذ الايراني”، مشيرة الى ان العراقيين “يريدون منع بلادهم من ان تتحول الى مسرح آخر للنزاع السعودي-الايراني”.
واضافت مجموعة الابحاث ومقرها في بروكسل، ان “القدرة المالية للمملكة تمنحها القوة، ولكن ليس بما فيه الكفاية لفرض آرائها”.
ورحبت “مجموعة الأزمات الدولية ” بعودة الاهتمام السعودي الى العراق بعد غياب دبلوماسي عنه استمر ربع قرن، الا انها حذرت من انه “في حال حاولت الرياض القيام بالكثير في وقت مبكر، فإنها ستجد نفسها غارقة في البيروقراطية والفساد- او حتى استجلاب رد فعل ايراني”.
ونصح التقرير السعوديين بمواصلة تعزيز الدولة العراقية، وهو هدف يسعى الى الكثير من العراقيين، والتركيز على اعادة الاعمار وإحداث الوظائف والتجارة اضافة الى تحقيق المصالحة بين الطوائف العراقية المختلفة، “مع التركيز على تحقيق توازن في الاستثمارات في سائر انحاء البلاد”.
ودعا التقرير الرياض ايضا الى ضرورة النظر في اجراءات “للاعتراف علنا بالمذهب الشيعي كإحدى المدارس الإسلامية” و”اسكات الخطاب المعادي للشيعة الذي يعتمده رجال دين يقيمون في السعودية”.
بالمقابل دعا التقرير ايران الى “تشجيع جهود العراق الرامية لتنويع تحالفاته الإقليمية”.