“العراق وبلدان النفط” يستعدون لـ “الركوب” على قطار “تل ابيب” !.. اسرائيل وصلت لـ”منابع النفط”

1

 

خطوة جديدة على مسار التطبيع الخليجي مع إسرائيل تكتسي المزيدَ من الجدية عبر “قطار السلام”، وهو مشروع أعلنت عنه تل أبيب، بهدف مد خطوط السكك الحديدية بينها وبين بلاد النفط.

المشروع يطرحه وزيرُ النقل والاستخبارات يسرائيل كاتس على مدار يومين في مؤتمر الاتحاد الدولي للنقل الطرقي المنعقد حاليا في سلطنة عُمان، إلى جانب ممثلي أكثر من 100 دولة حول العالم.

ويحضر كاتس في عمان بعد نحو أسبوعين من زيارة مماثلة لرئيس حكومته بنيامين نتنياهو إلى مسقط، تزامنا مع ظهور إسرائيلي رسمي لافت في الإمارات وقطر على هامش مسابقات رياضية.

يأتي ذلك في سياق يخرج التطبيع من تحت الطاولة إلى العلن، بعد سنوات من العلاقات السرية بين عواصم خليجية وتل أبيب، ومن المحتمل أن تنتهي بتطبيعٍ رسمي بين الخليج وإسرائيل، لا سيما بعد تصريح وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي الداعي إلى الاعتراف بإسرائيل، وسط تساؤلات عن سيناريوهات مصير القضية الفلسطينية.

طرح يسرائيل كاتس فكرة مشروع “قطار السلام” على العرب كان كاتس يتحدث بلهجة واثقة، واقفا أمام خريطة للمسارات الافتراضية للقطار الذي ربما سيكون بديلا عن قناة السويس والبحر الأحمر، ليربط الخليج برا بالبحر المتوسط وأوروبا.

وقال “نعمل على ربط الخليج العربي بميناء حيفا وإعادة إحياء قطار الحجاز”، موضحا أن المشروع يبدأ من حيفا إلى حدود الأردن، في حين يتولى الأردنيون مد الخطوط من إربد والمفرق إلى السعودية. المشروع يتضمن خطوطا تشمل المرور بموازاة سواحل الخليج العربي لتكمل طريقها شمالا إلى العراق، حيث تلتقي مع مسارات المشروع القادمة من الأردن .

آنذاك، أكد كاتس عرضَ إسرائيل هذا المشروع على الخليجيين، منوها أنه جاهز ويمكن تشغيله في غضون عام أو عامين.

بشأن نقل المسافرين، قال الوزير الإسرائيلي إن المشروع يقلل تكلفةَ وصول البضائع من أوروبا والخليج، وحاول المناورة بالحديث أن ذلك سيمنحُ الفلسطينيين ميناء بريا في منطقة الجلمة قرب جنين، التي ستكون إحدى محطات المشروع.

لسنوات ظلت العلاقةُ بين دول الخليج وإسرائيل تحت ستار السرية، لا سيما في مجال الخدمات والتقنيات الاستخباراتية التي تقدمها الأخيرة لهذه العواصم، فيما تقول تقاريرُ إخباريةٌ إن البحرين تستعد للإعلان عن إقامة علاقاتٍ رسمية مع دولة الاحتلال، وسط تكهنات عن زيارة نتنياهو إلى المنامة.

مع العودة العلانية لإسرائيل، نسفت مبادرة السلام العربية لملك السعودية الراحل عبد الله بن عبد العزيز التي كانت تقضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين مقابل الاعتراف بها.

لم تتنازل إسرائيل قيد أنملة، والقضية الفلسطينية مُجمَدة، فيما العرب يترقبون ما ستفضي إليه “صفقة القرن” الأمريكية المُنتظرة.

في المقابل، قفز الخليج إلى الأمام وركب قطارَ التطبيع السريع جدا، وسط ظروف مضطربة تعيشها المنطقة، قطار يعد فرصة مناسبة لتل أبيب لاستمالة هذه الدول والهدف الوصول بشكلٍ رسمي إلى منابع النفط عبر “مشروع السلام” للسكك الحديدية.

مطلعَ القرن الماضي، أراد سلطات عبد الحميد الثاني الحفاظَ على هيمنة الدولة العثمانية على بلاد الشام والحجاز خشية تنامي نفوذ البريطانيين.

حينها ظهر مشروعُ قطار الحجاز عام 1900 وبدأ تشغيله بعد حوالي 8 سنواتٍ، كان ينطلق من دمشق ومناطق في جنوب سوريا، متجهاً إلى الأردن، ثم يواصل سيرَه جنوبًا حتى المدينة المنورة. و كان يسير إلى موانىء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في عكا وحيفا ونابلس.

وكان الهدف المُعلن حينها “نقل الحجاج” لكن الحقيقةَ أنه استخدم في نقل العتاد والسلاح والبضائع قبل أن تتوقف آخر رحلاته عام 1917 مع نشاط الثورة العربية الكبرى ونسفه بدعم بريطاني.

المفارقة أن كبيرَ مهندسي “قطار الحجاز” كان الألماني هاينريش ميسنر، في وقت قال وزير النقل الإسرائيلي الشهر الماضي إنه عرض مشروع “قطار السلام” على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وذكر أن الحكومةَ الألمانية تدرس المشاركةَ فيه.

التعليقات معطلة.