لوموند: إيران تتخبّط في فوضى داخلية
27-11-2021 | 06:10 المصدر: النهار العربي
تظاهرات في إيران
مع اقتراب الموعد المحدد لاستئناف المحادثات حول العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، رأى الصحافي الفرنسي ألان فراشون في مقالته في صحيفة “لوموند” الفرنسية أن إيران تحاول إظهار أنها تتفاوض من موقع قوة مع الولايات المتحدة، إلا أن الواقع يختلف في ظل تخبطها في أزماتها الداخلية.
وجزئياً، يبدو أن إيران على حق، في وقت يتحمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسؤولية ما يحدث. فعام 2018، انسحب من الاتفاق النووي، ووضع البرنامج النووي الإيراني تحت رقابة دولية وفرض عقوبات جديدة، مما دفع ايران الى تحرير نفسها من قيود اتفاقية فيينا. وفي النتيجة، بات الجميع خاسراً.
وبعدما فاز الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الشكلية، جال بين المحافظات الإيرانية واكتشف مشهداً اقتصادياً مدمراً. ولا يعود ذلك إلى العقوبات الأميركية وتلاعب أسعار النفط والغاز فحسب، بل إلى الفشل في إدارة الاقتصاد، في ظل الفساد والاحتكار والمحسوبيات وعدم المساواة والإفراط في الاستثمار السياسي والعسكري في الخارج.
معاناة الإيرانيين
واليوم، بلغ استياء المواطنين ذروته، مع تجاوز التضخم نسبة45 في المئة، وارتفاع معدلات البطالة إلى حد بعيد.
وكانت إيران بين الدول الأكثر تضرراً في المنطقة من تفشي جائحة كورونا، بعدما حظر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي استيراد اللقاحات الغربية في حزيران (يونيو).
وأعلن الباحث المتخصص في شؤون السياسية غرب آسيا فريد وحيد، أن ترامب زاد من معاناة الفقراء وألغى الطبقة الوسطى وحول الأثرياء أكثر ثراءً. وبالتالي، للتخفيف من حدة الأزمة، يحتاج رئيسي إلى رفع سريع للعقوبات، أي إلى التوصل إلى اتفاقية جديدة في فيينا.
في المقابل، حافظ المرشد الأعلى على هدوئه، في ظل استيراد الصين الخام الإيراني على نطاق واسع، واستئناف الدول الخليجية التواصل مع طهران. ويطمح خامنئي، أحد المعجبين بكوريا الشمالية، إلى منح إيران اقتصاد حرب يتمتع بالاكتفاء الذاتي.
والواقع أن القادة في السلطة، التي يهيمن عليها المتشددون، لا يتشاركون المصالح عينها. وبالتالي، لم تعد إيران قادرة على التوصل إلى توافق في الآراء، واتخاذ القرارات واتباع الخط البراغماتي.
وفي وقت تتغير المعادلة الاستراتيجية في المنطقة، لم تتمكن إيران من تخطي النشاط الثوري الزائف، الذي تعتبره أحد عناصر هويتها. ويرفض خامنئي التخلي عن “محور المقاومة ضد اسرائيل”، الحاضر في كل صلاة جمعة لتبرير هيمنته على لبنان والعراق وسوريا.
وفي الداخل، يسيطر الخوف من الغرب على المرشد وحلفائه. ويحكم النظام قبضته الخانقة على المواطنين، ولا سيما النساء، بحجة تطبيق الشريعة الإسلامية.
الاستبداد في الحكم
وفي إيران، أصبحت نسبة 95 في المئة من المواطنين ملمة بالقراءة والكتابة، والنساء من بين الأكثر تعلماً في العالم الإسلامي، وعدد الطلاب في ارتفاع مستمر، إلا أن الاستبداد لا يزال سائداً، وأقل انتقاد يقود إلى السجن لسنوات ويتم التصدي له بقمع وحشي. الكلمات الدالة