1

مفاوضات فيينا.. واشنطن تعتبر طهران غير جادة ومراقبون يحذرون من عواقب “وخيمة”

2021-12-06

نشرت وكالة أسوشيتد برس تقريرا ذكرت فيه؛ أن واشنطن تعتبر أن طهران “لا تبدو جادة” في التوصل لاتفاق، كما اتهم دبلوماسيون أوروبيون إيران بـ “التراجع عن وعودها السابقة”.

وحتى روسيا، التي لديها علاقات أقوى مع إيران، شككت في التزام إيران بالعملية التفاوضية، فيما صعدت إسرائيل، وهي مراقب خارجي من لهجتها وأرسلت اثنين من كبار مسؤولي الأمن إلى واشنطن للتشاور.

وفي الوقت الذي تصطدم فيه المحادثات النووية الإيرانية بعقبات، تسعى إسرائيل إلى خط أميركي أكثر تشدداظ.

واستؤنفت المحادثات النووية مع إيران هذه المرة بصعوبة، حيث أعرب شركاؤها في المفاوضات علنا عن إحباطهم وتشاؤمهم.

دفع الثمن

ولعل النتيجة الأكثر تشجيعا لمحادثات الأسبوع الماضي كانت التوصل إلى اتفاق على مواصلة الحديث، وعندما يجتمع المفاوضون مرة أخرى في الأيام المقبلة، قد يصبح الأمر أكثر وضوحا، ما إذا كانت نتائج المحادثات الحالية هي التي ستسود المستقبل، أم أنها مناورة افتتاحية من قبل إيران.

لكن في خضم المفاوضات، أكدت هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة أن إيران بدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 في المئة من النقاء في منشآتها تحت الأرض في فوردو – وهو موقع لا يسمح فيه بالتخصيب بموجب الاتفاق.

وعلى الرغم من مزاعم إيران بأن أنشطتها النووية هي للأغراض السلمية فقط، إلا أن التقدم المستمر في برنامجها الذري بدا بعيدا عن هذا الزعم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الأحد “أدعو كل دولة تتفاوض مع إيران في فيينا إلى اتخاذ خط قوي يوضح لإيران أنها لا تستطيع تخصيب اليورانيوم والتفاوض في الوقت نفسه”. وأضاف أن “على إيران أن تبدأ بدفع ثمن انتهاكاتها”.

شعور بالقلق

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية في نهاية الأسبوع إن المفاوضين توقعوا أن “تظهر إيران جدية” في المحادثات، وقال إنه حتى روسيا والصين، وهي منافذ تجارية مهمة لإيران، تشعران بالقلق إزاء احتمالات التوصل إلى اتفاق”.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن “كل يوم يمر هو يوم نقترب فيه من الاستنتاج بأنهم لا يفكرون في العودة” إلى الاتفاق.

كما أعرب المفاوضون الأوروبيون عن إحباطهم، وفى بيان مشترك قال دبلوماسيون كبار من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إن إيران “سرعت البرنامج النووي” و” تراجعت عن التقدم الدبلوماسي”.

وأضافوا “من غير الواضح كيف يمكن سد هذه الثغرات الجديدة في إطار زمني واقعي”.

وعلى الرغم من أن العقوبات تدمر فعليا فرص النمو للاقتصاد الإيراني، إلا أن إيران لا تبدو مهتمة بالخروج منها.

وقال ميخائيل أوليانوف وهو دبلوماسي روسي كبير في فيينا إن إيران عرضت “مراجعة جذرية للتفاهمات السابقة”، مضيفا ” “من الناحية الفنية، التعديلات ممكنة دائما”، “غير أنه من المهم ألا تتحول هذه التعديلات إلى حاجز أمام التقدم”.

وثيقة إيرانية

والأحد، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية وثيقة من تسع صفحات يبدو أنها تتراجع قليلا عن مواقفها المتشددة.

وجاء في الوثيقة أن “الأطراف الأخرى تحتاج فقط إلى إبداء تصميم سياسي والإعراب عن استعدادها لاتخاذ الخطوات العملية الضرورية”، ثم “سيتم فتح سبل لإبرام اتفاق وتسوية الخلافات”.

إلا أن الوثيقة لم تعط سوى القليل من التفاصيل حول ما قد تكون إيران تفكر فيه.

إسرائيل

وتقول إسرائيل إن المفاوضات يجب أن تكون مصحوبة بتهديد عسكري “موثوق به” لضمان عدم مماطلة إيران إلى أجل غير مسمى.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن إسرائيل “تستغل الوقت بين الجولات لإقناع الأميركيين”.

ويتوجه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” ديفيد بارنيا، الأحد، إلى واشنطن، قبل أيام من زيارة مزمعة لوزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى العاصمة الأميركية.

ووجه الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ، الأحد، رسالة صريحة بشكل غير معهود خلال استقباله السفير الأميركي الجديد في إسرائيل توماس نيدس.

وقال “إذا لم يتخذ المجتمع الدولي موقفا قويا من هذه القضية فان إسرائيل ستفعل ذلك”، مضيفا “إسرائيل ستحمي نفسها”.

وعلى الرغم من دعم إسرائيل لانسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في عام 2018، تقول أصوات بارزة في البلاد الآن إن هذه الخطوة كانت خطأ.

وكتب رئيس الوزراء السابق، إيهود باراك، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الأحد، أن “الانسحاب كان قرارا وهميا سمح للإيرانيين بالمضي قدما بسرعة في اتجاه أن يصبحوا دولة نووية”.

وقال باراك، الذي قيل إنه فضل توجيه ضربة عسكرية عندما شغل منصب وزير دفاع رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، في أوائل العقد الماضي، إن نتنياهو، الذي أصبح الآن زعيم المعارضة الإسرائيلية، فشل في وضع “خطة بديلة” مع الولايات المتحدة على شكل عملية عسكرية جراحية.

وعلى مدى العقد الماضي، عقدت إيران إلى حد كبير أي عملية عسكرية من خلال تشتيت مواقعها النووية وإخفاء بعضها تحت الأرض.

لكن المسؤولين الإسرائيليين يصرون على أن العمل العسكري مازال ممكنا.

وقال، يوئيل جوزانسكي، وهو زميل وخبير إيراني بالمعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، لأسوشيتد برس إنه يتعين أخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، وخاصة فى ضوء عدم اليقين بشأن استعداد أميركا لاستخدام القوة فى المنطقة.

وأضاف “أعتقد أن الولايات المتحدة لا تفهم خطوطنا الحمراء، هم يعتقدون أننا نراوغ، لكننا لسنا كذلك”.

اختبار صاروخي

وفي نهاية الأسبوع قالت إيران انها اختبرت نظام دفاع صاروخي أرض جو بالقرب من منشآتها النووية في نطنز.

وتوعد جنرال إيراني بقوله إن “أي تهديد من قبل الأعداء سيواجه برد حاسم وحازم”.

لكن كارولاين روز، المحللة الأميركية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، قالت إن الحديث الدائر في إسرائيل حاليا عن الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران سيكون “تحديا كبيرا” لها، “إذا لم تحصل على مساعدة خارجية وتدخل في تحالف أمني للمساعدة في أي حملة هجومية أو دفاعية”.

وأضافت روز، أن إسرائيل تستعد لمواجهة مع طهران منذ سنوات، لكن المشكلات التي تعتري المفاوضات النووية التي استؤنفت قبل أيام، واحتمالات فشلها جعلها تستعد لذلك “بشكل أكثر جدية منذ أي وقت مضى”.

ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون، في تصريحاتهم، أنهم على استعداد لاستخدام أي وسائل متاحة لتعطيل امتلاك إيران لسلاح نووي، وفتح الحادث الأخير قرب منشأة “نطنز” الإيرانية الباب أمام تساؤلات بشأن مدى جاهزية إسرائيل بالفعل لمثل هذا التحرك.

وتقول إيران إن صوت الانفجار الذي سمع قرب المفاعل هو اختبار لسلاح أرض جو، لكن ردا إسرائيليا على سؤال أحد الصحفيين بشأن الموضوع، أثار الشكوك في حقيقة الرواية الإيرانية.

وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ألون شوستر، الأحد، تعليقا على الانفجار،  “لا نسأل رجلا عما فعله ليلا، لكننا نحاول حاليا إحداث تغيير في دوافع العالم من خلال الوسائل الدبلوماسية”.

وأضاف: “من واجبنا أن نتحلى بالشجاعة والمسؤولية عن مصير أبنائنا وأحفادنا.. لقد استخدمنا القوة ضد أعدائنا في الماضي، ونحن مقتنعون أنه في الحالات القصوى، هناك حاجة للعمل باستخدام الوسائل العسكرية”.

التعليقات معطلة.