مقالات

باختصار: من وعد بلفور إلى الوعد الإلهي

زهير ماجد

كأنما يعيش الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ماقاله المتنبي ذات يوم ” أنام ملء جفوني عن شواردها”، رغم الكلام الحامي بقرب قيام إسرائيل بحرب ضد حزبه، إضافة إلى التهديدات التي يتلقاها من اكثر من طرف. بل ان حزب الله يذهب بعيدا ليبدأ اليوم الاربعاء مؤتمر ” علماء المقاومة ” تحت عنوان ” من وعد بلفور إلى الوعد الإلهي” ويقال إن كلمة رئيس المؤتمر الشيخ ماهر حمود ستكون مثيرة عن كيفية نهاية إسرائيل كما جاء في الوعد الالهي.
ثمة احتقان كبير حول حزب الله، الأمر الذي يتكرر دائما سواء بكلام ساخن من قبل اسرائيل او بدون كلام، لكن الحزب يعتبر ان الحرب قد تقع في اية لحظة، وهو لذلك متنبه بل ومستنفر على مدار الوقت، وفي احد اللقاءات مع كادر كبير من كادراته، وبعد ان خرج عن صمته، الصمت امر لدى كل كوادر الحزب، اكد ان لدى حزبه في سورية تشكيل من القوى الخاصة وغيرها، لكن الأهم من تلك القوات مازال مرابطا في لبنان استعدادا لمعركة المصير الكبرى التي ستؤرخ بانها اهم واعنف معارك التاريخ، وربما سيكون على نتائجها تداعيات الوعد الآلهي المنتظر.
كل شيء تغير في المنطقة، من يعتقدون انها مازالت على حالها لايحسنون قراءة المتغيرات ولم يتعرفوا بعد على تفاصيلها الجديدة .. ليس الدمار هو المشهد الجديد، وانما تدمير المؤامرة على سورية، ومن يقرأ تصريحات من هذا القبيل يعرف كم كانت قاسية الحرب الكونية على سورية، ولهذا نقول للاخوة السوريين، عليكم ان تقيموا اعراس نصر في كل دقيقة من عمركم، وان تسمحوا لنا بطلب بسيط ان تمنعوا مايسمى بالمعارضة في الخارج من حلم العودة ذات يوم او ساعة او دقيقة الى سورية، هؤلاء الشذاذ الذين اثروا من كثرة ماانهال عليهم من اموال المؤامرة ليكونوا ذات يوم من بدايتها مستعدين للرقص في ساحة الامويين كتفا الى كتف مع نتيناهو.
حزب الله مازال ينجز في سورية معارك اختباراته، اما عينه الاساسية على المعركة الفاصلة في لبنان التي ستكون زلزال المنطقة، وزلزال التاريخ ، والمدخل الى قهم جديد لعالم متغير ، تكون فيه القضية الفلسطينية قد تقدمت من جديد الى حقائقها التي خسرتها عبر سنين طأطأة الرؤوس ، والمنطقة بأسرها على شكل جديد لايمت بصلة إلى ماكان ..
اليوم نسمع في مؤتمر علماء المقاومة في بيروت، تلك الكلمة المتفجرة التي يقال ان الشيخ ماهر حمود سيقولها اعتمادا على التاريخ حتى اليهودي. ثمة امر مهم في هذه المناسبة، ان هنالك مايشبه الاعتقاد الى حد الجزم بان اسرائيل تعيش آخر سنواتها، ربما بشر بذلك ايضا هنري كيسنجر الذي قال بان نهايتها ستكون في العام 2020 … وحتى الرأي الروسي لايختلف بعدد السنين ايضا عن ذاك.
لم يعد هنالك مايخيفه الكيان الاسرائيلي وان كان البعض العربي مازال يعيش رهبة مستمدة من واقع قديم تغير برمته، اضافة الى مايبثه حتى بعض العرب عن قوة اسرائيل كي يظل الخوف سائدا في الوسط العربي. حتى ان ابسط الناس يرددون اليوم، وماذا سيفعل الطيران الاسرائيلي غير تدمير البنى، المهم من يقف في الساحة، فيجيب مقاتل من حزب الله ، سنحتل الجليل وهذا وعد وامر مقدس وسيتحقق، وستكون هنالك معارك ومطاردات في المستعمرات الاسرائيلية، المعركة عندهم وليس في الاراضي اللبنانية كما يضيف وسيتغير العالم.