حسن فليح / محلل سياسي
من غير المستبعد ان تكون نهاية الحرب الدائرة الان بقيام روسيا بتقسيم اوكرانيا شرقية واوكرانيا غربية علىٰ غرار ماجرىٰ لالمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥ ، حيث كان ذلك من العلامات البارزة التي خلفتها تلك الحرب ، انقسمت المانية حينها الىٰ قسمين الشرقية الموالية للسوفيت وعاصمتها برلين والمانية الغربية الموالية لامريكا والغرب وكانت عاصمتها بون ، واليوم نشاهد من خلال سير المعارك الجارية الان بين روسيا واوكرانيا نجد ان الجهد العسكري الروسي منصب علىٰ تدمير البنية التحتية للجيش الاوكراني وجعل كييف منزوعة السلاح والتركيز على جعل المدن الشرقية من اوكرانيا تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية ، هذا من الجانب العسكري ، اما الجانب السياسيي نرىٰ ان القيادة الروسية تسعى وتطالب ان تكون اوكرانيا منزوعة السلاح كما انها تريد من حكومة كييف الاعتراف بالجمهوريتين التي اعلنت استقلالهما عن اوكرانيا ، وتريد كذلك ان تتعهد بعدم انظمام كييف الىٰ حلف الناتو ، ناهيك عن مايطمح اليه بوتن للنفوذ الىٰ القطبية من جديد لخلق معادلة دولية جديدة تختلف عن ماخلفتة الحرب الباردة ونتائجها في تسعينيات القرن الماضي وانهيار السوفيت وحلف وارشو وتزعم الولايات المتحدة للعالم ، الاسلوب الجديد لخطة بوتن يعتمد علىٰ تحالفة مع الصين لتشكيل القطبية الجديدة وليس مواجهة الناتو بمفردة تلك العلاقة التي كانت غائبة في زمن الاتحاد السوفيتي على اثر الخلاف العقائدي والايدلوجي لقيادة العالم ، اليوم نجد توافقاً جديا ويكاد يكون مصيرياً في دمج حكمة السياسة الصينية واقتصادها الجبار واندفاع بوتن القوي في مسارات التحدي للغرب وعقدته من حالة الانهيار التي حصلت للسوفيت حينها ، ومواجهة تفرد الولايات المتحدة وهيمنتها على النظام الدولي الحالي المرفوض من قبل الصين وروسيا واللذان يتزعمان الصدارة للرفض العالمي لتلك الهيمنة التي ادمت ومزقت ونهبت وقسمت دول وشعوب كثيرة ، ان الموقف الامريكي الان في اضعف حالاتة حيث لأول مرة بعد اكثر من ثلاثين عاما مضت يتم اسقاط الخيار العسكري من يد الولايات المتحدة وحلف الناتو وفي مشكلة كبيرة وبهذا الحجم وخاصةً في اوكرانيا التي ارادتها امريكا ان تكون القاعدة المتقدمة لحلف الناتو لمواجهة روسيا والضغط عليها ، أكتفت ادارة بايدن بخيار العقوبات الاقتصادية والذي يعم في تاثيراتة ليس علىٰ موسكو وحدها وانما علىٰ حلفاء امريكا الغربين ، وذلك احد المؤشرات علىٰ ضعف وتخبط الولايات المتحدة وعجزها علىٰ مواجهة الموقف الحرج لها ولحلفائها ، كل ذلك يجري في ضل التراجع الواضح لامريكا والناتو في كثير من المواقع وخاصةً في الشرق الاوسط ، والانسحاب من افغانستان وانسحاب القوات القتالية من العراق وغياب الحزم ضد ايران وتدهور العلاقة بدول الخليج ، الامر الذي يؤكد صحة اختيار بوتن وحسن توقيتة لفرض شروطة وتحقيق اهدافة السياسية من حربة علىٰٖ اوكرانيا ، وفي حالة تحقيقها وحسب الشروط الروسية وخاصةً فيما يتعلق باْعتراف كييف بجزيرة القرم ارضاً روسية التي توفر الاطلالة البحرية الوحيدة لروسيا في المياه الدافئة ، ذلك يشكل بالاضافة للمطالب الاخرىٰ نصراً استراتيجياً كبيراً علىٰ صعيد التحول في المعادلة الدولية امام امريكا ، التي ستكون ذات اثراً غير مسبوق يهدد وحدة وتماسك دول حلف الناتو المهددة بالانهيار واولويات ذلك الانهيار ستضهر علىٰ الدول الاوربية التي لاتستطيع مجارات التحالف الصيني الروسي المتنامي عسكرياً واقتصادياً وتأثيرهُ علىٰ الساحة الدولية وأروبا تحديداً .