ثقافيه

الأمم المتحدة تفتح أبوابها الليلة لجبران الرسام وكتاب “النبي”

الدولة اللبنانية غائبة تماما وجمهور من العالم سيكتشف فن ابن بشري خلال 3 أيام

عبده وازن 

معرض جبران في الأمم المتحدة قبيل افتتاحه (خدمة المعرض)

يفتتح في السادسة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء، توقيت نيويورك، في مبنى الأمم المتحدة، معرض “جبران يعود إلى نيويورك بعد 100 عام”، ويمكن وصفه فعلاً ب”الاممي”، فمن سيزورون المعرض الذي يستمر 4 أيام فقط (للأسف) هم بمعظمهم من الموظفين في المؤسسة العالمية ويبلغ عددهم نحو 4 الاف موظف، من شتى أقطار العالم. يحتوي المعرض 23 لوحة وبضعة دفاتر شخصية ومخطوطتين لكتاب “النبي” الذي تحل هذا العام الذكرى المئة لصدوره في نيويورك العام 1923 .

وكان من المقرر أن يقام  هذا المعرض في الأمم المتحدة معرض قبل ثلاثة أعوام، لكن وباء كورونا حال دون إقامته. ووجد المنظمون أن الوقت ملائم كي يقام في هذه الذكرى، ذكرى كتاب “النبي” الذي يعد من أكثر الكتب مبيعاً وقراءة في معظم لغات الارض. الفكرة كانت انطلقت بها الإعلامية اللبنانية في الأمم المتحدة والناشطة الثقافية سمر نادر، وأيدها مدير متحف جبران في بشري جوزف جعجع المعروف برعايته تراث جبران، وقاما معاً بتدبير كل ما يترتب على المعرض من تكاليف باهظة، منها أجرة نقل اللوحات من بشري (وأعادتها) والتأمين المالي عليها، خصوصا أن الدولة اللبنانية ووزارة الثقافة غير معنيتين حالياً بأي نشاط  ثقافي او فني، داخل البلاد أو خارجها. وفي هذا الشأن نالا دعماً من جامعة البلمند الارثوذكسية ومن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم – مجلس اميركا.

23 لوحة ودفاتر

ممممممممممم.jpg

مشهد من المعرض واللوحات (خدمة المعرض)

اما اللوحات الثلاث والعشرون المعروضة في الصالة الكبرى من المبنى، فهي مختارة من مجموعات مختلفة، 12 لوحة منها هي من كتاب “النبي”، وقد رسمها جبران في محترفه النيويوركي. هذه اللوحات شاهدها مطبوعة، كل قراء الكتاب في العالم. المجموعة الثانية رسمها جبران من وحي وادي قاديشا وبلدته بشري والطبيعة اللبنانية الشمالية، وجاءت مشبعة بحس جمالي راق وبعد صوفي وروحاني. اما المجموعة الثالثة من اللوحات فهي تمثل بضع نساء عرفهن جبران في نيويورك وبوسطن، ومنهن ماري هاسكل التي كانت الأقرب إليه، وقامت بينه وبينها علاقة حب ملتبسة، عطفاً على رعايتها إياه مادياً وثقافياً. ويضم المعرض أيضا سبعة من الدفاتر التي كانت ترافق جبران في حله وترحاله، عطفاً على مخطوطتين مطبوعتين من كتاب “النبي”، كان أجرى عليهما بعض التنقيح والحذف والإضافة، مما يمنح الجمهور فكرة عن طريقة جبران في الكتابة.

قد يكون المعرض صغيراً نظراً إلى غزارة جبران في الرسم، فأعماله التشكيلية بلغت نحو 400 لوحة كما يقول الخبراء، علاوة على الرسوم بالرصاص والتخطيطات والبورتريهات… لكنه معرض “دبلوماسي” أكثر منه معرضاً فنياً او استعادياً، ولا يتسع لأكثر من اللوحات المعروضة، ويمنح الزوار الكثر الذين سيتوافدون إليه، خلال الأيام الأربعة، فكرة شاملة عن فن جبران المتعدد العناصر والتقينات والرؤى… وأفادتنا الإعلامية المسؤولة سمر نادر، التي أسست في الامم المتحدة “جمعية السيدات العربيات” مع زميلات لها، أن حفلة الافتتاح الليلة، ستشهد إقبالاً كبيراً وحضور نحو 500 شخص تتسع لهم القاعة الكبرى، وقد اعتذرت من الكثيرين لعدم دعوتهم لهذا السبب.

عنوان المعرض “جبران يعود إلى نيويورك” جميل جداً، لكنه بدا أكبر من حجم المعرض ولوحاته، فالسنوات التي قضاها جبران في نيويورك والنشاطات المهمة التي قام بها والأعمال الإبداعية التي أنجزها فيها، تستحق معرضاً يلقي الضوء ساطعاً على جبران النيويوركي.. لكنّ معرضاً آخر مهماً، بل شديد الأهمية، سوف يقام الشهر المقبل، في أهم مركز فني في نيويورك والعالم، هو “دروينغ سنتر”، الذي لا يستقبل سوى الفنانين الكبار. هذا المعرض سيقدم مجموعة كبيرة من رسوم جبران بالرصاص والفحم والحبر، فهذا اختصاصه.