منوعات

الذكاء الاصطناعي يتسبّب بأول حالة طرد من العمل

 
في حادثة غريبة من نوعها وجد إبراهيم ديالو نفسه مطروداً من العمل، ووقف مديروه عاجزين عن فهم ما حصل وهم يشاهدونه مصحوباً خارج المبنى؛ والسبب الذي أدّى إلى طرده هو نظام الذكاء الاصطناعي للشركة، في ظاهرة اعتبرها كثيرون تحذيراً خطيراً من العواقب المحتملة للذكاء الاصطناعي في مكان العمل.
 
 
وخلال عملية طرد ديالو، وهو مبرمج في شركة بلوس أنجلس، وقف مديروه البشريون عاجزين، ولم تكن لدى أحد منهم في البداية إجابات حقيقية، ولم يتمكّن أي إنسان من منع اصطحابه خارج المبنى من قبل الأمن.
ويوضح ديالو عملية طرده “المؤتمتة” التي جرت مؤخراً، في منشور يقول فيه إنه وصل إلى عمله في ذلك اليوم كالمعتاد، وحاول استخدام بطاقة الدخول إلى العمل لكن البطاقة لم تعمل.
وأضاف أنه وجد أنه لا يستطيع تسجيل الدخول إلى حاسوبه، وفي وقت لاحق من اليوم قال صاحب العمل إنهم تلقّوا رسالة إلكترونية تُخطرهم بأنه تم إنهاء عقد ديالو، ولم يكن لدى أحد منهم إجابات له عن سبب حدوث ذلك، وأخيراً ظهر حراس الأمن واصطحبوه خارج المبنى.
وكل ذلك حصل لأن مدير ديالو السابق لم يجدّد عقد الرجل في النظام، لكن هذا الخطأ البشري البسيط أطلق سلسلة كاملة من الرسائل والأوامر المؤتمتة التي أدّت حرفياً إلى طرد ديالو من المبنى، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
والغريب أن الأمر استغرق ثلاثة أسابيع كاملة لاكتشاف الخطأ، ورغم أنه تمّت دعوة ديالو للعودة إلى عمله الرسمي فإنه تحوّل إلى وظيفة مختلفة، وقال إن زملاءه في العمل لم يفهموا تماماً ما حدث له، وإن بعضهم كان ينأى بنفسه عنه.
ويرى خبير الذكاء الاصطناعي، ديف كوبلين، أن ما جرى ما هو إلا “مثال آخر على فشل تفكير الإنسان الذي يسمح بأن يتعلّق الأمر بالبشر مقابل الآلات بدلاً من أن يكون البشر بالإضافة إلى الآلات”، وقال: إن “إحدى المهارات الأساسية لجميع البشر في عالم الذكاء الاصطناعي هي المساءلة، فمجرد أن الخوارزمية تقول إنها الإجابة لا يعني هذا أنها فعلياً كذلك”.
وهذا ما حصل بالضبط مع ديالو، الذي يصف الأمر بأنه “خطأ بسيط في الأتمتة تسبّب بانهيار كل شيء”، وحسب تعبيره فإن “النظام كان خارجاً من أجل الدم” وكان هو “ضحيّته الأولى”.
وبما أنه يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي لأتمتة العمليات في أماكن العمل في جميع أنحاء الولايات المتحدة فإن هذه الحادثة بمنزلة تذكير مهمٍّ للمضيّ بحذر عندما يتعلّق الأمر بعمليات الذكاء الاصطناعي.