مقالات

لماذا تبنت إدارة الرئيس ترامب مبدأ السرية بشأن مناوراتها العسكرية مع حلفائها اليابان وكوريا الجنوبية؟

 
أ.د. علي الهيل
منذ زهاء ال١٤ ساعة إتخذت إدارة الرئيس ترامب قراراً بالتكتم الشديد عن الإعلان عن التدريبات العسكرية و المناورات التي تجريها مع حلفائها في شبه الجزيرة الكورية. السبب كما تم تسريبه هو تأهب الرئيس كيم جونغ أون لإطلاق صاروخ باليستي جديد.
الهدف من السرية هو تخفيف الإحتقان مع كوريا الشمالية في الوقت الذي تواصل بيونغ يانغ مفاقمة الإحتقان غير عابئة لا بقرار مجلس الأمن الأخير و لا بالصاروخ التخويفي الذي أطلقته جارتها و شقيقتها الجيوبيولوجية كوريا الجنوبية و لا بتهديدات الإدارة الأمريكية و لا بمماشاة حليفتيها الصين و روسيا (لعلم بيونغ يانغ ببروتوكولية تصويتهما على القرار الأممي) فقد أعلنت بيونغ يانغ عن تصنيع أسلحة بيولوجية تحمل غاز الأنثراكس في تحدٌٍ واضح للقرار الأممي ذي الضغط الأمريكي.
لعل إعلان بيونغ يانغ قبل زهاء الشهر بأنها دولة نووية بالكامل و قدرتها على ضرب قلب أمريكا و ليس فحسب اليابان و جزيرة جوام و كوريا الجنوبية و استعدادها لإطلاق صاروخ باليستي آخر قد يكون أعقد من سابقه الذي أثار أمريكا و جعلها تجعجع و تضغط على مجلس الأمن لاستصدار القرار الأخير. لا يُستبعد أن يحمل الصاروخ الجديد غاز الأنثراكس لأن بيونغ يانغ مصرٌة على إثبات أن مقولة الإدارة الأمريكية عن “نفاد صبرها الإستراتيجي” مجرد رماد إشتدت به الريح في يوم عاصف و هي ذاهبة إلى أبعد مدىً مع أمريكا.
تدرك كوريا الشمالية أن الصين و روسيا يتمنيان زوال أمريكا و أنها الوحيدة اليوم القادرة على إضعافها و أن أمريكا تخشى المواجهة و هذا هو سبب القرار الأمريكي الأخير. تدرك بيونغ يانغ أيضاً أن جارتيها اليابان و كوريا الجنوبية لا تريد ان الحرب و أن أمريكا تؤثِر عليهما مصالحها مع الصين و روسيا و تدرك و هذا هو الأهم أن أمريكا لا تحترم إلا القوي لأنها من الأساس قامت على القوة و لا تفهم سوى لغة القوة.