ثقافيه

مفاتيح جديدة لفهم التفكير

يأخذنا كتاب الباحث المغربي المهدي مستقيم في رحلة عميقة وملهمة في عالم الفكر، ويفتح أمامنا أبواباً جديدة نحو فهم أعمق لعملية التفكير وتاريخها والأزمة التي تعصف بالفكر في عصرنا الحالي.

داليا محمد صحافية  الأربعاء 1 نوفمبر 2023 13:36

لا يقوم الفكر على التصور والتجريد المنطقيين كما أنه ليس ضرباً من الوعي أو المقولات التي تستند إليها الذات في تشكيل رؤيتها للوجود (غيتي)

في مقدمة الفصل الأول في كتابه “ما التفكير؟” يؤكد الباحث الدكتور المهدي مستقيم على أنه لا مفر من خوض غمار عملية “التفكير” أو ممارسة فعل التفكير إذا ما أردنا سبر أغوار هذه العملية العقلية التي يتميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات.

يبرز الدكتور مستقيم في كتابه – الذي سيطرح خلال معرض الشارقة للكتاب (المنعقد ما بين 1 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني)- بأن الإنسان يقوى على التفكير متى أتيحت إمكانات ممارسته واتباع مسالكه، غير أن هذا ليس من شأنه أن يضمن له بالضرورة القدرة على التفكير بمشيئته، إذ يتوقف هذا الأمر على الرغبة والمحبة والدافع. لكن ثمة مداخل كثيرة قد تؤدي إلى انبجاس الحيرة والقلق، وتحمل الذات من ثم، على التفكير.

يستشهد الكاتب بالوصف الذي خص به الفيلسوف الألماني الشهير مارتن هايدغر الأشياء التي تحملنا على التفكير بشكل مستمر ودائم: “النقطة الأكثر إثارة للقلق”، ويركز على ما لم نفكر به بعد، موضحاً أننا، وعلى رغم حالة العالم التي تتيح لنا فرصة التفكير، لم نبدأ بعد بممارسة فعل التفكير حيث يمكن التفكر بالشيء الباعث على التفكير في المقام الأول. يعزو الدكتور مستقيم هذا إلى عدم شروعنا بعد بالالتفات إلى الشيء الجدير بالتفكير.

يفكك الكاتب بأسلوب منطقي مقولة هايدغر الشهيرة “لا يقوى العلم على التفكير”، ويصف هذه الخاصية بالميزة لأنها تضمن للعلم إمكانات ملامسة الموضوعات التي تستجيب لأنماط بحثه واستقصاءاته، ويستخلص أن العلم لا يقوى على التفكير بالطريقة التي يتبعها المفكرون. بأسلوب يقترب من القارئ العادي، يضرب الكاتب مثلاً في أننا لا نستطيع معرفة ما تعنيه السباحة من خلال الرجوع إلى بحث يعالج فن السباحة، لكن يجدر بنا أن نقفز في المياه حتى ندرك أبجدياتها وقوالبها. وكذلك هو فكرنا الذي لا يقوى بعد على الانسياب في الفلك الذي يتناسب وإياه بسبب انحجاب الشيء الجدير بالتفكير، إذ ليس بإمكاننا أن نجبر ما هو محتجب عنا على الدنو منا من دون أن يطاوله تفكيرنا.

222.jpg

كتاب “ما التفكير؟” (منشورات بيت الفلسفة)

فكر لا يفكر

لا يقوم الفكر، بحسب الكاتب، على التصور والتجريد المنطقيين، كما أنه ليس ضرباً من الوعي أو المقولات التي تستند إليها الذات في تشكيل رؤيتها للوجود، لأن هذه الرؤية تركز على تصور الأمور القابلة للتحديد فقط، أي العالم الموجود والتقنية، ما يفتح الباب لما يصفه المؤلف بانبجاس “تفكير لا يفكر”، أي العالم المعاصر الذي يستخف بالإبداع الفكري الذي لا يمكن قياسه حسابياً وتقنياً، بحيث يخضع الفكر لسلطة الآليات والقواعد الإجرائية ومجموعة من المبادئ والقوانين. كما أن اتخاذ الفكر معياراً للتفكير يحول التفكير إلى نسيان للكينونة، مما يبرز ضرورة الانتقال من تفكير يتناسى الوجود إلى تفكير ينصت إلى الوجود أو بالأحرى يصيخ السمع للحقيقة. من هنا يأتي استشهاد المؤلف بمقولة المفكر المصري عبد الغفار مكاوي “… أول مطلب يطالبنا به الفكر والمفكر هو أن “نتحول”، لا أن نفكر وحسب، وأن تتحول كذلك علاقتنا بالوجود والحقيقة، لا أن نكتفي بترديد كلمات فيلسوف واجترار لغته وعباراته ومصطلحاته المنحوتة الشائكة”.

الفلسفة والتفكير

يدافع الكاتب بأسلوب جدلي مقنع ومدعوم بأمثلة عن الفلسفة في وجه المقولات التي تدعي نهايتها، موضحاً أنه لا يمكن النظر إليها بمقياس العلم الوضعي المتطور حيث يتم تفضيل المتأخر على المتقدم والحاضر على الماضي، بل يجب علينا إدراك أن التقدم الفلسفي ليس هو التقدم العلمي الذي يغني حاضره عن ماضيه، بل حري بنا التفكير في الفلسفة وتفتحها عبر التاريخ ومحاولة تذكر ما نسيته ولم تفكر فيه. وعلى رغم أن المدنية العالمية قد امتصت الفلسفة وأذابتها فيها، إلا أن هذه المدنية العالمية ستتجاوز في يوم من الأيام طابعها التقني والعلمي والصناعي وستكتشف أن هذا ليس المقياس الوحيد. بناء على ذلك، يرى الدكتور مستقيم أن الفلسفة باتت الآن مطالَبة بصوغ نمط جديد من التفكير يتيح لسائر العلوم إمكانات الاتكال عليه، ولا سيما بعدما أظهره العلم من عجز ممارسة فعل التفكير وبعدما أمسى بحاجة إلى اسم جديد كي يتمكن من الاقتراب من الكينونة، وبحاجة إلى فكر جديد حيث يتسنى له تجاوز مآزق الفلسفة القديمة، أي فكر يتخذ من الإنسان والكينونة ركناً ومقاماً له، فكر تأملي متحرر من قوانين الإدراك والتصور وقيود العقل الحسابي ويترك مساحة وهامشاً كافيين يسمحان لنا بالإقبال على نداء الكينونة بحرية.

الإدراك والتمثل

يستفيض المؤلف في شرح أصل كلمة الإدراك الذي يشتمل على سبيل المثال لا الحصر “الإحكام بواسطة العقل”، و”الفهم” و”التأويل”، ودلالات فعل الإدراك المتمثلة في “ما يحصل للذات من انطباعات حسية”. يتطرق أيضاً إلى أهمية التمثل الذي يتأسس عليه الإدراك وهو “الفعل الذي بفضله يحضر في العقل أمر من الأمور” أو “ما يقوم مقام الشيء ويمثله”. ويشدد على أهمية التفكير في التحول إلى الانفتاح أو الوصول إلى الموضوع الذي يتم التفكير فيه، ومن ثم تسليط ضرب من الإنارة على الوجود والفكر. فالإنارة هي الأصل الذي نسيناه وأغفلناه لانشغالنا بما يصدر عنه، فنحن اليوم مشغولون بالأشياء الموجودة الحاضرة أمامنا، في اللحظة التي نتغافل فيها عن السؤال عن الوجود والحضور.

IMG-20231028-WA0048.jpg

الدكتور المهدي مستقيم (وسائل التواصل الاجتماعي)

تاريخ الفكر وسقوط الفلسفة

في قراءته المتقنة والموضوعية، يستعرض الدكتور مستقيم في متن كتابه تاريخ الفكر، من زمن الإغريق الذين تركز هاجسهم على فهم الكائن، ولم تكن فلسفتهم فلسفة مفاهيم، بل نهجاً مألوفاً ومتداولاً في الحياة اليومية حيث كان اللسان الإغريقي لساناً فلسفياً بالسليقة. مبرزاً أن الفلسفة الإغريقية امتازت بخاصية الحوار، حيث دأب اليونانيون على إتقان آلياته، بل إنهم رهنوا وجودهم بالسؤال، وأتقنوا فن الإصغاء إلى نداء الكينونة حيث كانوا أول من سماها باسمها وأدركوا اختلافها عن الكائن.

ويتطرق الكاتب إلى الدور الذي أداه كل من هيراقليطس وبارمنديس في توجيه التفكير صوب الكائن ومعناه وكينونته وخوض غمار إعمال النظر في العدم، مما أدى إلى حلول العهد الميتافيزيقي على يد أفلاطون الذي انكب على تأسيس الميتافيزيقيا على مذهب الكينونة المتمثلة في الفكرة والحقيقة بوصفها المطابقة، وكانت هذه النقطة تحديداً بداية الفلسفة. ويشير المؤلف إلى تشييد أسس الفكر نتيجة للتأمل الدقيق والتمحيص في الكائن ومن ثم توجيه الفكر نحو تأويل الكائن، حيث كان كل الميراث الذي خلفته الميتافيزيقيا الغربية يرمي إلى الإجابة عن سؤال واحد هو: ما الكائن؟ ويعد أفلاطون أول من نظر في كنه الكائن وماهيته وحقيقته لما أجاب عن السؤال بالقول: “ما كانت كينونة الكائن سوى “فكرته” أو “وجهه” الذي هو أصل ظهوره وبروزه وتجليه”.

يوضح لنا الكاتب أن تحديد جوهر الكائن يتوقف على طبيعة رؤيته: هل نراه بالبصر أم بالبصيرة؟ مشدداً على أن رؤية الكينونة في بهائها وصفائها تقتضي إعمال البصيرة وليس البصر، كما أن رؤية الكائن بالبصر تؤدي إلى انحجاب الكينونة، الأمر الذي يمنح الكائن وجهين: حقيقي يتمثل في شكله أو صورته الحقيقية، ووجه شبيهي مشوه مظلم.

ويعرج المؤلف على حقيقة أن أرسطو حقق بلا ريب نجاحاً منقطع النظير في تصور “الحقيقة” ووصفها بأنها ضرب من الانكشاف واللاتحجّب، غير أنه ركز الحقيقة في الإنسان بوصفه فاعلاً وكاشفاً وأغفل الشيء المتكشِّف، ثم جعل الحقيقة لصيقة بالحكم والفهم والذهن.

ثم ينتقل إلى المرحلة ما بعد الأرسطية (توفي أرسطو حوالى 322 أو 321 ق.م)، التي وجدت الفلسفة فيها نفسها في مأزق حرج بعدما شهدت في حياته التمام والكمال. تتمثل أول صعوبة واجهتها الفلسفة في عائق اللغة، إذ إن لغتها بلا ريب هي اليونانية بسبب عمقها وقدرتها على الخلق وهو الأمر الذي تفتقر إليه اللغة اللاتينية، بل إن اللسان اللاتيني ما برح يشوه مفردات الفلسفة اليونانية الأساسية بطريقة مسفة ومزرية ما أدى إلى شرخ بين الفلسفة ومعانيها وصارت اللاتينية مقبرة للنزعة الإبداعية اليونانية. يشير المؤلف إلى أن ما بدا كحدث ضئيل غير مؤذ يتجلى في نقل كلمات الفكر اليوناني الجوهرية إلى اللسان اليوناني، الذي كان نقلاً حرفياً في ظاهره، كان في الواقع نقلاً للتجربة اليونانية إلى عالم غريب عنها تماماً. استعاد الفكر الروماني الألفاظ اليونانية من دون التجربة اليونانية، فكان أصم في مواجهة فهم مراميها، ومن ثم فتَحَ باب الفكر اللاحق على هوة من العدم والفراغ والصمم عن سماع نداء الكينونة الذي تردد في فكر الأقدمين. ويرى الدكتور مستقيم أن السقطة الحقيقية للتفلسف كانت بظهور المباحث الفلسفية المدرسية كالإلهيات والمنطقيات والطبيعيات والأخلاقيات والسياسات وغيرها لأنها فرقت الفلسفة إلى مدارس متخصصة وحولت الفكر إلى نوع من الرياضة الذهنية الهادفة إلى إعمال النظر في الأمر المتشابه والملتبس والمستعصي.

يتوقف المؤلف بصورة مركزة على الفكر المسيحي الذي نشأ في العصور الوسطى، مسلطاً الضوء على سيرورة تشييد عالم المسيحيين المنفصل عن مملكة النبات والحيوان والأرض، أي العالم الأنسي الذي تخلى عنه الإله، والتركيز على الارتباط الوثيق بين الزمن والكينونة. لم تتمكن فلسفة الفكر الحداثي، بحسب المؤلف، من الانفصال عن فكر القدامى، حيث كانت مفاهيم ديكارت الأساسية مأخوذة من العصور الوسطى، بل إن الفلسفة الحديثة ما فتئت تواجه إشكالية الأنطولوجيا القديمة، التي ظلت أقدامها راسخة في التراث ومقيدة به، على رغم كل مظاهر جدتها، وجهدها الكبير في نزع الطابع اللاهوتي عن تعريف الإنسان.

اقرأ المزيد
  • لعبة اللغة والعاطفة: مشايخ “سحر الكلام” استلبوا التفكير عبر الأثير
  • تراكم “السموم” في الدماغ يجعل عملية التفكير الجدي شاقة
  • فهمي جدعان يراجع الفكر العربي المعاصر برؤية نقدية
  • قاموس بلاكويل البريطاني يعولم مصطلحات الفكر الاجتماعي

هل يقوى غير الأوروبي على التفكير؟

يحاول الكاتب الإجابة عن أسئلة في غاية الأهمية من قبيل: هل الفكر هو قوام الإبداع؟ وهل الفكر يتصل بقدرات الذات أم بأصل الفلسفة؟ ويبقى السؤال الأبرز الذي يتطرق إليه الكتاب مركزاً في مقدرة الإنسان غير الغربي على التفكير. يكب الدكتور مستقيم على مساءلة الخرافة التي تقسم البشرية إلى: شرق غير مفكر وغرب مفكر. حيث يقول إن تقسيم العالم تقسيماً تراتبياً إلى كتلة من المجتمعات الغربية موجودة في المركز في مقابل كتلة شرقية مكانها الهامش، يرمي إلى تشكيل مفاهيم خيالية وموجهة أيديولوجياً نحو مساعي الهيمنة والاستعباد، حيث تقف هذه المفاهيم في وجه كل محاولة جاهدة لإنشاء عالم قوامه العدالة والمساواة والسلام والاختلاف.

بناء على ما سبق، يُخضع الكاتب للمساءلة بعض الأفكار التي تنهل من مشارب النزعة الأوروبية التي تصور صروح الفلسفة مشيدة على الذات والزمن الغربيين، ويقصد نزعة التمركز الأوروبي التي تقدم الفلسفة بوصفها ملكية حصرية لأوروبا. يتساءل الكاتب: ألا يوجد فلاسفة في الصين والبرازيل وأستراليا وبقية العالم؟ ألا يستحق الفلاسفة المنتمون إلى هذه المناطق من العالم أن نعترف بأسمائهم؟ ألا تستحق أسماؤهم الذكر؟ ألا يضاهون نظراءهم الأوروبيين؟ أليس بإمكان أي يفكر يتكون خارج دائرة القارة الأوروبية أن يحظى بالشمولية؟ وماذا عن المفكرين المنحدرين من أصول غير أوروبية، وأولئك الذين يفكرون بلغاتهم الأم أو باللغات الأوروبية التي ورثوها عن مستعمريهم، ألا يستحقون لقب “مثقف عمومي” أو “مفكر” أو “فيلسوف” وأن يكونوا نموذجاً يحتذى به في التكفير والتعليم؟ أيفتقر هؤلاء إلى القدرة على ممارسة فعل التفكير على النحو الذي يمارسه به الأوروبيون؟

هكذا، يتصدى الكاتب إلى النزعة الأوروبية المنطوية على غطرسة إمبريالية واضحة تسفر عن شعور وثقة كونيين شموليين، ويقول إن هذه النظرة الشمولية لم تعد موجودة أبداً، إذ يتحرك الناس من كل المناخات والقارات بحرية تجاه المطالبة بقدرتهم الفطرية على التفكير خارج ما يصفه بصورة بديعة بـ “زنازين النزعة الأوروبية”.

تجدر الإشارة، بحسب الدكتور مستقيم، إلى أن العالم من جهة، والعالم العربي من جهة أخرى، يشهدان تغيرات جوهرية أدت إلى إحداث منعطف في مستوى الخيال الأخلاقي والسياسي لدى المفكرين والشعراء والمثقفين العموميين جعلتهم قادرين على توجيه تفكيرهم وفقاً للتغيرات الجديدة في مناخ محلي متصل بجغرافيتهم وسائر التحولات التي تنجم عن هذه التغيرات العالمية.

ويختتم الكاتب رحلته الفكرية الممتعة هذه بشرح للأزمة التي يمر بها العالم المعاصر، موضحاً أنها ليست أزمة مجتمع هو الآن رهن ثقافة يسيطر عليها مرض المظاهر البراقة والصور الرخوة ولا أزمة حضارة أو أنسنة بل هي أزمة فكر. ويتحدث عن المجتمعات الحديثة التي تتميز بعجزها عن ضمان الاستقرار لتنظيماتها، وذلك لأنها تتصل بالنمو الاقتصادي المستمر السائد في المجتمعات قيد التطور. وفي ظل الأزمات الهائلة التي يشهدها العالم ككل وعلى المستويات كافة، الاقتصادية والأخلاقية وحتى المناخية وسيطرة المادي والتقنية على الاهتمام، يشرع اللامرئي في التراجع وتبدأ البصيرة بالضعف، الأمر الذي يؤدي إلى تخلّق فكر وليد الأزمة.

كتاب “ما التفكير؟” هو رحلة عميقة وملهمة في عالم الفكر، يفتح أمامنا أبواباً جديدة نحو فهم أعمق للأزمة التي تعصف بالفكر في عصرنا الحالي في عمل ينجح كاتبه ببراعة في توجيه أنظار القارئ صوب الجوانب الأكثر تحدياً في موضوع الفكر، وذلك بأسلوب منطقي يثير الفضول ويشجع على التفكير النقدي.

إنه دعوة للقارئ بأن يقتحم عالم الفكر ويتحدى نفسه لمواصلة التفكير والاستفسار. فبغض النظر عما يمر به العالم من تغيرات وتحولات، يظل الفكر الأداة التي يمكن أن توجهنا نحو فهم أفضل للعالم من حولنا وتحقيق التقدم ويستمد منها الإنسان القوة لإدراك العالم وتغييره ويشجعنا على طرح سلسلة لا نهاية لها من التساؤلات التي قد يكون أولها “ما التفكير؟”.

الكتاب: ما التفكير؟