ثقافيه

مهرجان “تركيب بغداد للفنون”: في الذهاب أبعد من المألوف

آداب وفنونبغداد

العربي الجديد

06 أكتوبر 2022

من دورة سابقة

في مبنى الشَّناشيل بشارع الرَّشيد وسط العاصمة العراقية، تنطلق اليوم الخميس الدورة الثامنة من مهرجان “تركيب بغداد للفنون المعاصرة”، وتستمرّ حتى الأحد المقبل، التاسع من الشهر الجاري، بمشاركة 19 فنّاناً وفنّانة من العراق. حيث ستُعرض الأعمال المشاركة في طابقين من المبنى التقليدي الذي سيستضيف الأعمال التركيبيّة والمنحوتات المشاركة، والصور الفوتوغرافيّة واللوحات وفيديوهات الرّسوم المتحرّكة والعروض الأدائيّة، بالإضافة إلى منحوتات الواقع المعزَّز وتجارب في الواقع الافتراضي.

ويختصّ المهرجان بالفنون المعاصرة التي تخرج عن المألوف، وتمازج بين الأفكار والمواد والبصريات في محاولة لخلق فضاءٍ فنّيٍ قائم بذاته، وينطلق من واقعه إلى المُتلقّي بحمولاتٍ مجتمعيّة تُعبّر عن الواقع المُعاش، وبالطريقة التي يبتدعها الفنان عبر وسائله المختلفة، سواء بالأعمال التَّركيبيّة التي يتم من خلالها تقديم العمل الفني، عبر تركيب ودمج مواد مختلفة ومتعددة الأنواع والاستخدام، أو عبر الأعمال المفاهيميّة التي تستند إلى تنفيذ العمل الفني بصورة مباشرة، كون أن فكرته مُخطَّط لها سلفًا في وعي الفنان، إلى جانب الوسائط المُتعدِّدة التي تقوم على مزج الأشكال الماديّة بالإلكترونيّة، والتي تُحاكي في مزجها بين العالمين الواقعي والافتراضي.

يستنطقُ المهرجان عبر أعماله المختلفة كلَّ ما يُعتبر أنه واقعٌ خارج حدود الفن، جاعلًا من المُهمَل والمُستهلَك ــ من المأكول والملبوس والمعادن والإسمنت وغيرها ــ  مادَّته في التَّكوين الفّني ومدخلًا لفهم العلاقة المُشتركة ما بين المتضادّات، كاشفًا عن الفنّية المُهملة والموجودة في الأشياء، عبر مزجها ودمجها وتركيبها بعضها ببعض. إذ إنَّ المساحة التي يحاول المهرجان توسيعها تقترب من التفكير النقدي لحياة وتجارب الشباب العراقي، بنظرة بصريّة – فنيّة معاصرة.

يستنطقُ المهرجان أشياء ومواقف يُعتقَد بوقوعها خارج حدود الفن

تتعدّد مواضيع المهرجان بحسب كلِّ فنان وتجربته والتعبير عنها، فنيًّا أو نحتيًّا أو تركيبيًا أو افتراضيًا، وتناقش مواضيع إنسانيّة تتعالق مع التغيّرات الحياتيّة التي تواجهها البشريّة على المستويين الذاتي والعامّي. تستند بعض الأعمال إلى استحضار الذّاكرة وما خلَّفته الحروب والعمليات الإرهابيّة على المدينة والعمران.

وتناقش أعمال أخرى مواضيع عالميّة مثل الهجرة واللّاجئين وحركة الإنسان إلى غير موطنه، وتركّز بعض الأعمال على المقارنة بين الماضي والحاضر، والتَّغيرات التي طرأت على أماكن معيّنة يقصدها الفنان في عمله بفعل تغيّر الأنظمة والحكومات والبشر. هذا إلى جانب حضور النَّقائض في عملٍ واحد، مثل الموت والحياة، الطبيعة وهدوئها والمدينة وضجرها، الحرّية والعبوديّة، حرّية المرأة والمحظور المجتمعي، الخيال والواقع.

وإلى جانب الأعمال الفنيّة، ستعرض في المهرجان مجموعة أفلام سينمائيّة وعروض دراميّة، فيما ستكون هناك أمسيات شعريّة متفرِّقة وعرض باليه، إضافةً إلى حفل موسيقي تقدِّمه فرقتا “صنجات” و”Anima”.

يُذكر أنَّ “مهرجان تركيب للفنون المعاصرة”، الذي يُنظَّم منذ 2015، هو المهرجان الوحيد متعدّد الاختصاصات في العراق، تقوم عليه “منظّمة تركيب للثقافة والفنون”، التي تختص بالفنون المعاصرة وتُعنى بتقديم تعبير وأداء فنّي مختلفين، من قِبَل مجاميع شبابيّة في مختلف حقول الفنون، من المرئي والأدائي والتشكيلي إلى الأفلام والأدب والموسيقى وغيرها.كتب

“متحفٌ في كتاب”: محاولة في جمع شمل التشكيل العراقي