تقرير أمريكي يكشف ازدواجية نتانياهو بشأن اتفاق غزة

1

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (رويترز)

24 ـ شادية سرحان

كشف مسؤولون إسرائيليون، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الاثنين، أنه ملتزم بإبرام اتفاق بشأن أسرى غزة ووقف إطلاق النار، لكنه رفض إعطاء مفاوضيه مساحة كافية للتوصل إلى اتفاق.

نتانياهو أبلغ بلينكن انفتاحه على اتفاق بينما يرفض إعطاء مساحة تفاوض كافية لفريقه

نتانياهو أيّد الاقتراح الأمريكي، الذي شمل عدة مطالب محدثة له، وهو يعلم أن حماس سترفضه

ما يهم ليس إرسال نتانياهو للمفاوضين، ولكن الأهم هل يمنحهم تفويضاً واسعاً

وقال موقع “أكسيوس” الأمريكي، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبيرين: إن “فريق التفاوض الإسرائيلي أطلع نتانياهو خلف الكواليس الأحد على أنه إذا أعطاهم مساحة أكبر للمناورة فسيكون من الممكن التوصل إلى اتفاق، ولكن رئيس الوزراء رفض التزحزح، ووبخهم على الاستسلام”.

وقال فريق التفاوض الإسرائيلي، الذي يضم مدير الموساد ديفيد بارنياع، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، والجنرال نيتسان ألون، إنهم “أبلغوا نتانياهو بأنهم كانوا يتفاوضون منذ أشهر، وأن التوصل إلى اتفاق على أساس مواقفه الحالية أمر غير ممكن”، لكن نتانياهو لا يزال يقول إن حماس سوف تستسلم في نهاية المطاف،  إذا تمسكت إسرائيل بمواقفها”.

حماس لن توافق

وعن الوضع الراهن، يقول باراك رافيد في تقرير لـ”أكسيوس”، إن “حماس ترفض الاقتراح الأمريكي الأخير وتلقي باللوم على المواقف المتشددة لنتانياهو”، وجاء ذلك بعد أن زعم البيت الأبيض، تحقيق تقدم كبير خلال محادثات الدوحة”، وقال مسؤولون أمريكيون إن “الرئيس بايدن يريد التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع”.

وأمس الاثنين، خلال زيارته إلى إسرائيل، قال بلينكن إن نتانياهو وافق على الاقتراح الأمريكي لـ”سد الفجوات”، مضيفاً أن “حماس” يجب أن تحذو حذوه الآن.

وأثار هذا التصريح حيرة بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين قالوا لـ”أكسيوس” إن “الخطوط المتشددة التي يتبناها نتانياهو تجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة في الواقع”.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار للموقع: إن “نتانياهو أيّد الاقتراح الأمريكي، الذي شمل عدة مطالب محدثة له، وهو يعلم أن حماس سترفضه”.

فجوات

وتقول المصادر، إن تصريح نتانياهو العلني بأن “المفاوضين الإسرائيليين متفائلون بحذر” بشأن التوصل إلى اتفاق كانت مجرد مناورة سياسية.

وأضاف الموقع “أن الفجوات التي تم تضييقها في مباحثات الدوحة كانت بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية، وليس بين إسرائيل وحماس”.

ورغم التفاؤل من واشنطن، فإن الوسطاء المصريين والقطريين الذين كانوا يقدمون تحديثات لحماس، لم يعتقدوا أن هناك تقدماً حقيقياً، وفقاً لما قاله أحد المسؤولين الإسرائيليين لـ”أكسيوس”.

وأطلع المفاوضون الإسرائيليون نتانياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع على أن حماس سترفض الاتفاق، وستدعي أنه يمثل مواقف إسرائيل بدلاً من الولايات المتحدة، ويوم الأحد، قالت “حماس بالضبط ما توقعه الإسرائيليون”.

عقبتان رئيسيتان

وبحسب الموقع الأمريكي، هناك عقبتان رئيسيتان في طريق المحادثات، وهما المطالب الجديدة التي طرحها نتانياهو في الأسابيع الأخيرة، وهي أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، وأن يتم إنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال، ورفضت حماس كلا المطلبين.

وتوصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ورؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أنهم قادرون على التخفيف من مخاطر سحب القوات من ممر فيلادلفيا، وأن إنشاء آلية المراقبة هذه سوف يستغرق شهوراً.

وعلاوة على ذلك، قال غالانت والمفاوضون لنتانياهو في اجتماع الأحد، إن تأخير أي اتفاق حتى تتم تلبية تلك المطالب، من شأنه أن يعرض للخطر نحو 115 محتجزاً ما زالوا في الأسر، ويزيد من خطر اندلاع حرب إقليمية، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

محور فيلادلفيا

ويومي الأحد والاثنين، اجتمع مسؤولون إسرائيليون ومصريون وأمريكيون في القاهرة، لمناقشة مسألة محور فيلادلفيا، وقال مسؤولون إسرائيليون إنه بناء على أوامر نتانياهو، قدم الجانب الإسرائيلي خريطة أظهرت أن إسرائيل تخفض بعض قواتها لكنها ما زالت تنشرها على طول المحور. ورفض المصريون هذه الخطة.

وقال أحد المسؤولين لـ”أكسيوس”: “كانت المحادثات في القاهرة غير مجدية، نحن بالتأكيد في طريق مسدود”.

وناقش بلينكن ونتانياهو الوضع في غزة لمدة 3 ساعات أمس الاثنين، حيث أكد بلينكن أن الولايات المتحدة تتوقع إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق، بحسب مصدر مطلع على الاجتماع.

وأضاف المصدر “بلينكن شعر أن نتانياهو كان بناءً ويريد حقاً المضي قدماً في الاتفاق جزئياً، لأنه قلق بشأن خطر التصعيد الإقليمي بدون اتفاق”.

وقال نتانياهو في بيان “إنه أبلغ بلينكن بأنه ملتزم بالمقترح الأمريكي الحالي، والذي أكد أنه يأخذ في الاعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية”.

وذكر مساعد نتانياهو للموقع، أن “نتانياهو أخبر بلينكن أنه يعتزم إرسال رؤساء فريق التفاوض الإسرائيلي إلى قمة القاهرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع”.

وختم الموقع تقريره بالقول، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي: “ما يهم ليس إرسال نتانياهو للمفاوضين، ولكن الأهم هل يمنحهم تفويضاً واسعاً  بما يكفي للتوصل إلى اتفاق؟”

التعليقات معطلة.