18/07/2021
FacebookViberWhatsAppارسال ايميل
بغداد – موازين نيوز
كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الأحد، عن تفاصيل جديدة عن حريق مستشفى الإمام الحسين (ع) في مدينة الناصرية.
وتتضاعف مشاكل المستشفيات في العراق، التي تنقصها المعدات، جراء الحرائق التي تحدث بين الفينة والأخرى وتسقط ضحايا من المرضى رغم أنهم يقصدونها لإنقاذ حياتهم.
وينقل تقرير من صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن العراقيين يرون أملا ضئيلا في تغير الوضع الناتج عن سوء الإدارة والفساد.
وتشير الصحيفة إلى “الحريق الذي اندلع في مستشفى في الناصرية وأدى إلى استشهاد 60 شخصا، ووقع رغم تحذير رئيس الدفاع المدني في المحافظة، العميد صلاح جبار، أن المستشفيات المحلية تعاني من مشاكل وتفتقر إلى أجهزة الكشف عن الحرائق وعبوات الأكسجين المخزنة بشكل غير صحيح”.
وتقول الصحيفة إن تحذيرات العميد المتكررة تم تجاهلها، وتنقل عنه الصحيفة كيف أن والدته التي كانت متواجدة في المستشفى لإصابتها بكورونا، شهدت اندلاع حريقين صغيرين أثناء تواجدها بجناح للتعافي من الفيروس.
ويكشف العميد أنه أخرج والدته رغم أنها كانت لاتزال مريضة، قبل أيام قليلة من اندلاع الحريق المميت في مستشفى الإمام الحسين التعليمي.
وتقول “نيويورك تايمز” إن الحريق الذي وقع في المستشفى هو الثاني من نوعه خلال ثلاثة أشهر، إذ حصلت مأساة مماثلة في وحدة علاج مرضى كوفيد في مستشفى ابن الخطيب ببغداد في أبريل، أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصا.
وترى الصحيفة أن ذلك يظهر عرضا مأساويا لسنوات من سوء الإدارة المزمن والفساد الذي ترك ملايين العراقيين دون رعاية صحية مناسبة أو كهرباء أو مياه نظيفة.
وفي الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار، تتفاقم هذه المأساة بسبب صراع على السلطة تشارك فيه قبائل قوية وجماعا مسلحة تفوقت على قوات الأمن الرسمية التابعة للحكومة.
وباتت المستشفيات العراقية تعيش فوضى، وتنقل الصحيفة عن اللواء جبار قوله إن “العنابر غير خاضعة للإشراف. يدخل الناس ويخرجون، ويجلبون الأفران الكهربائية والطعام”.
ويضيف اللواء للصحيفة ” لا ينبغي لنا أن نقول هذه الأشياء للصحافة الأجنبية لأن هذه أسرار وطنية. لكن ما يؤلمنا هو الضحايا”. وتقول الصحيفة إنه في اليوم التالي، قال إنه تلقى أوامر بعدم إجراء المزيد من المقابلات.
وفي أحد تقارير التفتيش التي أرسلها إلى وزارة الصحة في المحافظة، قال اللواء جبار إنه أشار إلى تسرب في نظام الأكسجين المركزي في مستشفى الإمام الحسين. لكن المستشفى أخبره أنه لا يملك المال لإجراء الإصلاحات.
ومع كل مأساة، يلقي العراقيون اللوم على الإهمال وانتهاك قواعد السلامة الأساسية والفساد وتقصير السلطات.
وبعد الحريق، شهدت مدينة الناصرية تظاهرات عدة ووقفات احتجاجية ليلية احتجاجا على انعدام كفاءة السلطات.
واستقال العديد من مديري المستشفيات في الناصرية من مناصبهم منذ الحريق المميت.
وأفاد المسؤول العام عن الهيئات الصحية سعد المجيد أن مديري ونواب مديري ما لا يقل عن خمسة مستشفيات في المحافظة غادروها، تاركين إدارة المؤسسات لموظفين أقل أهلية.
وأوضح أن الدافع هو الخوف من تحميلهم المسؤولية في حال وقوع كارثة جديدة مع تتالي الحرائق في مستشفيات العراق المتداعية.
وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي تعهد عقب الحريق “بعدم التسامح” مع الفاسدين أو “المتلاعبين بأرواح العراقيين”، مؤكدا الحاجة إلى “إطلاق عملية إصلاح إداري شامل في العراق”.
وقال الكاظمي في تصريحات خلال اجتماع الحكومة العراقية، نقلها مكتبه الإعلامي، إنه قدم إلى مجلس النواب العراقي مرشحا لشغل منصب وزير الصحة بدلا عن وزيرها المستقيل.
وقدم وزير الصحة السابق استقالته عقب حادثة احتراق مستشفى، ابن الخطيب، في بغداد في أبريل الماضي، والتي راح ضحيتها العشرات أيضا.
وأضاف الكاظمي أنه أمر بتشكيل لجنة “عالية المستوى” للتحقيق بحادثة مستشفى الإمام الحسين في الناصرية، مؤكدا أن اللجنة ستعلن نتائجها “خلال أسبوع”، وأن “المقصر والمتلاعب سيحاسب”.
وأطلق القضاء العراقي تحقيقات في حادث الحريق المأساوي، فيما قالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية إنه تم إصدار مذكرات قبض وتحر بحق 11 مسؤولا من دائرة صحة المحافظة.