اخبار سياسية

تركيا تستهدف الأكراد… خسائر بشرية في سوريا والعراق

02-02-2022 | 16:10 المصدر: ا ف ب

نيران ودخان جراء الغارات التركية

شنّت تركيا ضربات جوية، ليل الثلثاء، على أهداف كردية في العراق وسوريا، موقعة خسائر بشرية، في خطوة جاءت بعد أيام من سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) على سجن هاجمه تنظيم “داعش” في مدينة الحسكة.

ووفق وزارة الدفاع التركية، استهدف القصف “ملاجئ ومخابئ وكهوفاً وأنفاقاً ومستودعات ذخيرة ومقار عامة مزعومة ومعسكرات تدريب” في مناطق ديريك (المالكية) وسنجار و(جبل) كاراجاك في شمال العراق وسوريا. قالت إنها “تُستخدم كقواعد خلفية من إرهابيي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية”.

في شمال شرق سوريا، طال القصف، وفق “المرصد السوري لحقوق الانسان”، محطة الكهرباء الرابعة قرب مدينة المالكية في محافظة الحسكة، ما أدى إلى مقتل أربعة من حراس الأمن في المنشأة التي تتولى الإدارة الذاتية الكردية الإشراف عليها.

وجاء الهجوم التركي بعد ساعات من مشاركة المئات في تشييع جماعي لعدد من قتلى “قسد”، قضوا خلال الاشتباكات ضد “داعش” إثر هجوم منسّق شنّه الأخير على سجن في حي غويران من الداخل والخارج.

في العراق، أوضح جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، في بيان، أنّ سلاح الجو التركي “قصف ستّة مواقع لحزب العمال الكردستاني في جبل قرجوغ، كما قصف موقعين آخرين لهؤلاء المسلّحين في حدود سحيلا وداخل الأراضي السورية (ملادريج) وموقعين آخرين في جبل شنكال/سنجار والمنطقة المحاذية في سوريا”.

وأضاف أنّ “القصف تسبّب بوقوع خسائر بشرية ومادية” لم يحدّد حجمها.

وأفادت القيادة العامة لقوات الحماية الجوهرية في مخيم مخمور عن مقتل اثنين من صفوفها جراء القصف وإصابة “العشرات من سكان المخيم” تمت معالجتهم و”أوضاعهم الصحية مستقرة” حالياً.

ولـ”حزب العمال الكردستاني”، الذي تعتبره تركيا وحلفاؤها الغربيون “تنظيماً إرهابياً”، قواعد خلفية ومعسكرات تدريب في منطقة سنجار، وكذلك في المناطق الجبلية بإقليم كردستان العراق الحدودي مع تركيا.

وفي سوريا، تعدّ أنقرة الوحدات الكردية، التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، منظمة “إرهابية”، وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.

“اجراءات الآن”

وجاء القصف التركي في شمال شرق سوريا بعد أيام من انتهاء اشتباكات بين القوات الكردية و”داعش” في سجن الصناعة ومحيطه في مدينة الحسكة.

وأوقع الهجوم الذي بدأ في 20 كانون الثاني (يناير) والاشتباكات التي تلته مئات القتلى من الطرفين، قبل أن تعل “قسد” سيطرتها على الوضع بعد إحكام قبضتها على السجن. وأحصت مقتل 121 من مقاتليها والعاملين في السجن خلال الهجوم والاشتباكات التي تلته.

واعتبرت “وحدات حماية الشعب الكردية”، في تغريدة، أنّ تركيا “تحاول أن تكمل الهجوم الواسع الذي بدأه داعش” في شمال سوريا وشرقها. وأضافت: “على الجميع اتخاذ إجراءات ضد هذا الهجوم الآن”.

ومنذ العام 2016، شنّت أنقرة مع فصائل سورية موالية لها ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق في شمال سوريا، ضد “داعش” والمقاتلين الأكراد. وأتاح لها ذلك السيطرة على مساحة تزيد عن ألفي كيلومتر مربع.

أما في العراق، فقد أقامت على مدار السنوات الـ25 الماضية، بحكم الأمر الواقع، عشرات القواعد العسكرية في كردستان العراق. وفي ربيع 2021، شنّ الجيش التركي حملة عسكرية جديدة ضدّ “حزب العمال الكردستاني” في شمال العراق تخلّلتها غارات جوية متكررة وفي بعض الأحيان عمليات برية.

وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قُتل ثلاثة جنود أتراك في هجوم استهدفهم في شمال العراق وحمّلت أنقرة مسؤوليته إلى “حزب العمال”.

وتنفذ تركيا بين الحين والآخر قصفاً برياً على الجانب السوري من حدودها، مستهدفة مناطق تحت سيطرة المقاتلين الأكراد.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.