كان أحد أبرز المناضلين الديمقراطيين وأمضى أكثر من 17 سنة في سجون النظام
حصل رياض الترك على الحماية الفرنسية بموجب قانون “اللجوء الدستوري” الذي يمنح لمن يناضلون من أجل الحرية (مواقع التواصل)
توفي المناضل التاريخي رياض الترك الذي لقب بـ”مانديلا سوريا” نسبة إلى السنوات الطوال التي قضاها بسجون النظام السوري، أمس الإثنين، في فرنسا عن عمر ناهز 93 عاماً، بحسب ما أكدت ابنته خزامى الترك لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت خزامى “الوالد توفي وهو مطمئن وراضٍ عن كل شيء عمله، وكان محاطاً بأحفاده وابنتيه”. وأضافت “أشعر بأن كثيراً من السوريين يشعرون بالحزن عليه، لكن مثلما قال في كثير من الأحيان، بقية الشباب السوريين والسوريات سيكملون المشوار أكيد”.
ويعد رياض الترك من أشد المعارضين للنظام السوري، وأمضى أكثر من 17 سنة في سجون الرئيس السابق حافظ الأسد، قبل أن يسجن مرة أخرى عام 2001 على يد نجله الرئيس الحالي بشار الأسد. وحكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف العام، لكن أطلق سراحه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002 لأسباب صحية.
وكتبت بريجيت كورمي سفيرة فرنسا في سوريا على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، “احترام وتواضع أمام حياة المعارك القاسية” التي عاشها “مانديلا السوري رياض الترك الذي رحل عنا للتو”.
اقرأ المزيد
- ميليشيات إيران تعيد تموضعها في سوريا
- سوريا تستقبل العام الجديد بـ6 أزمات غذائية
- أين المعارضة السورية من الخطوات العربية تجاه النظام؟
كما أشاد به كثير من الناشطين والمثقفين من المعارضة السورية، وذكر بعضهم عبارته الشهيرة “مات الديكتاتور” التي تجرأ على النطق بها بعد وفاة حافظ الأسد، وأعيد بسببها إلى السجن في عهد نجله بشار.
وقال الكاتب والمعارض السوري ياسين الحاج صالح عبر منصة “إكس” إن “الترك كان أحد أبرز المناضلين الديمقراطيين السوريين ومن أكثر أبطال الشعب السوري شجاعة وصلابة وصفاء ذهن”.
حصل الترك على الحماية الفرنسية بموجب قانون “اللجوء الدستوري” الذي يمنح لمن يناضلون من أجل الحرية (يمنح للصحافيين والفنانين والمثقفين، إلخ).
وكان لفترة طويلة أميناً عاماً للفصيل المنشق للحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) الذي حظرته حكومة الأسد وأعيدت تسميته في العقد الأول من القرن الـ21 بحزب الشعب الديمقراطي السوري. وكان أيضاً أحد الموقعين على “إعلان دمشق”، وهو بيان تبنته جماعات معارضة سورية عام 2005 يطالب بـ”تغيير ديمقراطي وجذري” في البلاد.
بعد بدء الحرب الأهلية عام 2011، قدم الترك المتحدر من حمص (160 كيلومتراً إلى شمال دمشق) دعمه للحركة الاحتجاجية، السلمية آنذاك، وكذلك للمجلس الوطني السوري، وهو هيئة تأسست في صيف عام 2011 في إسطنبول لجمع قوى المعارضة.