مقالات

أصل الحكاية “الأردن هي فلسطين”

عبد الفتاح طوقان
حكومات متتالية ووزراء تعاقبوا على الأردن لم ينتبهوا الي حكاية أن “الأردن هي فلسطين” التي هي شعار إسرائيل وخطتها حسب دعاية اليمين الإسرائيلي، وعندما استيقظ بعض منهم كان الوقت قد فات وبات الحديث عن اليمين الإسرائيلي انه متطرف متناسيين ان حكومات الاردن في واد والعالم في واد اخر.“الأردن هي فلسطين” ليست فقط مقولة بل مخطط وفعل قادم ينطلق من قلب وعقل اليمين واليسار الاسرائيلي وهي عقيدة وقناعة لديهم جميعا لن يتنازلوا عنها وحان وقت تطبيقها من وجهة نظرهم وحسب معطيات حالة التمزق العربي والصمت.العالم الغربي مقتنع حسب ما بين يديه من وثائق ان “الأردن هي فلسطين”، حيث لا وثائق في مقابل تلك الوثائق، والحكومات الأردنية متغافلة او متجاهلة او نائمة او غير مؤهله سياسيا أو مطلوب منها التغاضي أو انها بلا ولاية على السياسات ووزارة الخارجية او امية او كل ذلك معا.استيقظت جحافل الحكومات الأردنية منذ أسبوع بعد اعلان ان القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل، وكآن ذلك كان مفاجأة لهم، لتدعي على لسان أحد الرؤساء السابقين مدي خطورة أن الدور القادم على الأردن وان الأردن هي فلسطين حسب اليمين الإسرائيلي (حديث رئيس الوزراء الأردني طاهر المصري المنشور في عمون تحت عنوان الجنرال النبي و ترامب ٩ ديسمبر ٢٠١٧). وبعد اجتماعات استمرت ليومين لرؤساء حكومات تمخض الجبل عن “برقية تأييد للملك ” لا تسمن ولا تغني من جوع ولن تغير الواقع او تساهم في وقف الهجمة الشرسة والاعصار القادم.مجرد بروتوكول ومجاملات لا تمت لكيفية المواجهة وإدارة الصراع وتفادي التهلكة باستثناء مداخلات بعض الرؤساء ومنها ما أشار اليه كل من دولة احمد عبيدات وعبد الكريم الكباريتي على سبيل الذكر لا الحصر.التساؤل من الذي يقرر ان اليمين متطرف؟ متطرف من وجهة نظر من؟ ولماذا التدخل في الجدلية عوضا عن الحقيقة الغائبة وتحضير الوثائق والملفات التي تثبت العكس؟الجملة الاعتراضية التي تنفي أن الأردن هي فلسطين لا وزن لها ولا قيمة دون توثيق وأستحضار للتاريخ. ان فكرة التطرف هي من وجهة نظر اردنية بحتة وليس من وجهة نظر إسرائيلية او أمريكية التي تعتبرها تمسك بالوطن القومي لليهود، في الوقت تنظر الحكومات الإسرائيلية ان “الأردن” تحت حمايتها وخط الدفاع عن بقائها وأنها صاحبة الفضل في الإبقاء على الملكية والهاشميين على ارض هي جزء من مملكة إسرائيل. (توم ساجيف : المؤرخ الإسرائيلي ورئيس تحرير جريدة معاريف الأسبق ، كتاب ١٩٦٧ الحرب و العام الذي غير الشرق الاوسط : 1967: Israel, the War, and the Year that Transformed the Middle East).بداية الحكاية ان ملفات وخرائط ووثائق رتبت وكتبت وصور اخذت وارشفت منذ مؤتمر “هرتزل” وطلاب علم أرسلوا الي أكبر مراكز البحث والتاريخ وجامعات عريقة وبعد سنوات خرجوا الي العالم يحملون اعلي درجات العلم والفلسفة والتاريخ، وباتوا مسيطرين على الاعلام والوثائق والمكتبات ومراجع البحث ضمن وظائف اخري، وأصبحوا هم أساس كل ما يتداول من وثائق وخرائط ومرجعا لذلك في دول يحملون جنسياتها، فيقال العالم الهولندي او المؤرخ البريطاني او الكاتب الأمريكي وكلهم يهود تم اخراجهم و اظهارهم في اكبر عملية بناء اسطورية لعقول تسيطر علي العالم. أنها خطة بناء دولة في الوقت أن الأردن وحكوماته ليس لديهم خطة، وأفعال بعض الحكومات هو سبب تقويض الدولة وايصالها الي ما هي عليه سياسيا. وعموما بعض الحكومات العربية الأخرى ليست بأحسن حالا.التوثيق اليهودي يقول ان سيناء هي جزء من فلسطين، التي هي جزء من إسرائيل وقد وثق ذلك البروفيسور يوفال نعمان من جامعة تل ابيب والذي كان من المقربين من ديفيد بن غوريون واحد وزرائه ومن العسكريين الذين شاركوا في الحروب معه. لقد تحدث اليه وأطلعه على الخرائط القديمة الا أن مصالح بعض الدول تركتها في عهده مصر آنذاك*.( The Legal Foundation And Borders Of Israel Under International Law: Aالمصدر : Treatise on Jewish Sovereignty over the Land of Israel)ولقد وُثقت حدود إسرائيل وسبب تواجدها في كتاب المحامي هوارد جريف (المشار اليه أعلاه) والذي قدم الاسس القانونية والحدود الإسرائيلية بموجب القانون الدولي في توثيق وشرح خاص بالمعاملة القانونية الشاملة واعتمد منهجية للحقوق القومية والسياسية اليهودية في كل أرض إسرائيل.المؤلف هوارد جريف هو المنشئ للأطروحة أن السيادة القانونية على كامل أرض إسرائيل وفلسطين (التي تضم الأردن باعتباره الجزء العربي من مملكة إسرائيل والمفترض ان تنشأ عليه دولة فلسطين)، ويوثق بالأدلة النهج القانوني الدولي انها كانت منوطة بالشعب اليهودي نتيجة لقرار سان ريمو الذي اعتمد في مؤتمر سان ريمو للسلام في 25 أبريل 1920المحامي هوارد جريف كتب فقرات من خطاب كل من بيجين ورابين ووزير البيئة في معاهدات السلام، المصرية والأردنية، لان كل كلمة توثق قانونيا في تاريخ وليس مثل كلمات وخطابات رؤساء الحكومات لدينا من وحي الخيال تذهب ادراج الرياح، تعتبر عرفيا كلمات ترحيبية ومجاملات لا يعتد بها قانونيا.أن دولة إسرائيل دولة قائمة على التخطيط وتجنيد كل الأفكار وتجهيز قوافل من الخبراء وتدربيهم واعدادهم ليكونوا في طليعة مؤرخين العالم وسياسيها.كل كلمة وكل حرف يدرس بعناية حين يكتب في كلمات رؤساء الحكومات والوزراء الاسرائيليين.، ويربطون الكلمات والجمل معا في تسلسل منطقي بحيث تجد كل الخطابات منذ تأسيس دولة إسرائيل والي يومنا هذا مترابطة ومتداخلة ومتناسقة في ترتيب وتوثيق منهجي متقن.يشير المحامي هوارد في كتابه على سبيل المثال الي ان اتفاقية سايكس بيكو اعتمدت على محادثات الشريف حسين مع مكماهون فيما لم تشمل فلسطين.لم أجد أي إشارة الي أي توثيق أردني او عربي الي ذلك سواء تأييدا او نقدا بالتوثيق والمراجع واقصد ليس بالعواطف والانكار اللفظي والكلام الفارغ من المحتوي فهو كثير.ثم انتقل بحديثي الي عام ١٩٥٢ حيث حصل بروفيسور إسرائيلي من جامعة هارفرد على الدكتوراه في “عبر الأردن ” وكان البحث عن مستقبل تلك المنطقة